عليك سلامٌ من أميرٍ وباركتْ |
|
يَدُ الله في ذاك الأَدِيم الممزّق |
قضيتَ أُمُوراً ثم غادَرْتَ بَعْدَها |
|
بَوَائِجَ في أَكْمَامِهَا لم تُفَتّقِ (١) |
فمنْ يَسْعَ أو يركب جَنَاحيْ نَعامةٍ |
|
ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق |
أَبَعْدَ قَتيلٍ بالمَدِينَةِ أَظْلمَتْ |
|
له الأرْضُ تهتَزُّ العِضَاه (٢) بأَسْوُقِ. |
البَوَائج : الْبَوَائق.
الأَكْمَام : الأَغْطِية ، جمع كِمّ ؛ أي كانت الفِتَنُ في أيامك مستورة فانكشفت.
الأَسْوُق : جمع ساقٍ ؛ أنكر على الشجر اخضرارها واهتزازها ، أي كان يجب أن تجفَّ وتذهب رطوبتها بمَوْتة.
[بال] (*) : الأحنف رضي الله تعالى عنه ـ نُعي إليه شقيق بن ثور ، فاسترجع وشقّ عليه ، ونُعِيَ إلى حَسَكة الحَبَطيّ فما ألقى لذلك بالاً ؛ فغضب مَنْ حضره من بني تميم ، فقال : إن شقيقاً كان رجلاً حليماً ، فكنتُ أقول : إن وقعت فتنةٌ عصم اللهُ به قومَه ، وإن حسكة كان رجلاً مُشَيَّعاً ، فكنتُ أخشى أن تقع فتنة فيجرّ بني تميم إلى هلكة.
إلْقَاء الْبَالِ للأمر : الاكْتِرَاث له ، والاحتفال به.
قيل المُشَيَّع هنا : العَجُول ؛ من شَيَّعْتُ النارَ : إذا أَلْقَيْتُ عليها ما يُذكيها ، وليس يَبْعُد أن يُرَاد به الشجاع ، ودَيْدَنُ الشُّجْعان اقتحامُ المهالك ، والتخفّف إلى الحروب والفِتن ، وقِلّة تدبر العواقب ، ولا يخلو مَنْ هَذَا دَأْبُه أن يُوَرِّط نفسَه وقومَه.
[بوك] : عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى ـ رُفِعَ إليه رجل قال لرجلٍ : إنكَ تَبُوكُهَا ـ يعني امرأةً ذَكَرَها ـ فأمر بضَرْبه ، فجعل الرجلُ يقول : أَأُضْرَبُ فِلَاطاً.
وروي من وَجْه آخر : إنّ ابن أبي خنَيس الزّبيري سابَّ قرشيًّا ، فقال له : علَامَ تَبُوكُ يَتِيمَتَكَ في حجرك؟ فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابْنَ حَزْم : إن البَوْكَ سفادُ الحمار فاضْرِبْه الحدَّ. فلما قُدِّم ليُضْرَبَ قال : (إِنَّا لِلَّهِ)! أُضْرَبُ فِلَاطاً!.
قال ابن حزم ـ وكان لا يعرفُ الغَريب : لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حدٌّ آخر.
الفِلاط : المفاجأة ، وأفلطه : فاجأه ، لغة هذيلية ، قال المتنخّل الهذلي :
بهِ أَحْمِي المُضافَ إذا دَعَانِي |
|
ونَفْسِي ساعةَ الفَزَعِ الفِلَاطِ (٣) |
__________________
(١) البيت الثاني للشماخ في لسان العرب.
(٢) العضاه : كل شجر يعظم وله شوك ، واحده عضاهة وعضهة.
(*) [بال] : ومنه الحديث : من نام حتى أصبح فقد بال الشيطان في أذنه. ومنه : كان للحسن والحسين قطيفة بولانية. وفي حديث المغيرة : أنه كره ضرب البالة. النهاية ١ / ١٦٣ ، ١٦٤.
(٣) البيت في ديوان الهذليين ٢ / ٢٦.