وأمّا ما رُوي أن رجلاً دخل المسجدَ وقد قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاته فقال : مَنْ يتَّجِر فيقوم فيصلّي معه.
فوجهه ـ إن صحَّتْ الرِّوَاية ـ أن يكونَ من التجارة ؛ لأَنه يشتري بعمله المَثُوبَة ، وهذا المعنى يعضده مواضعُ في التنزيل والأثر ، وكلام العرب.
فخرج بها يَؤُجُّ في (دو). ارْتَوَى مِنْ آجِن في (ذم). أَجِم النساء في (ثم). تَرْمَضُ فيه الآجالُ في (ر ص). أَجِنّك في (جَل). أَجَل في (ذق).
الهمزة مع الحاء
[أحد] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال لسَعْدِ بن أبي وقَّاص ورآه يُومىء بأصْبَعَيْه : أَحِّدْ أَحِّدْ.
أراد وَحِّد ، فقلب الواو بهمزة ، كما قيل أَحد وأُحاد وإِحدى ، فقد تلعَّب بها القَلْبُ مضمومة ومكسورة ومفتوحة. والمعنى أَشِرْ بإصْبع وَاحدة.
ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئِلَ عن رَجُلٍ تَتَابَع عليه رَمَضَانَانِ فسكَتَ ، ثم سأله آخر ، فقال : إحْدى من سَبْع ، يصوم شهرين ويُطْعم مسكيناً.
أرَاد أن هذه المسألة في صعوبتها واعتياصها داهية ، فجعلها كواحدة من ليالي عاد السَّبْع التي ضُربت مثلاً في الشدَّة. تقول العرب في الأمر المتفاقم : إحْدَى الإحَدِ وإِحْدَى مِنْ سَبْع.
[أحن] (*) : في الحديث : في صدره إِحْنَةٌ على أخيه.
هي الحقد ، قال :
متى يَكُ في صَدْرِ أبْن عَمِّكَ إحْنَةٌ |
|
فلا تَسْتَثِرْها سوف يَبْدُو دَفِينُها (١) |
وَأَحَنَ عَلَيْه يَأْحَن ، ولعل همزتها عن واو ؛ فقد جاء وَحَنَ بمعنى ضَغِن. قال أبو تراب : قال الفراء : وَحَنَ عليه ، وأَحِن ؛ أي حقِد. وعن اللِّحيَاني وَحِنَ عليه وحْنَة ؛ أي أحن إحْنَة ، وأما ما حكي عن الأصمعي أنه قال : كنا نظنّ أن الطرماح شيء حتى قال :
وأَكره أن يعيبَ عليّ قومي |
|
هجائي الأَرْذَلين ذوي الحِنَاتِ |
فاسترذالٌ منه لِوَحَن وقضاء على الهمز بالإصالة ، أو بِرَفْضِ الواو في الاستعمال.
أَحَد أَحَد في (شب).
__________________
(*) [أحن] : ومنه حديث مازن : وفي قلوبكم البغضاء والإحن. النهاية ١ / ٢٧.
(١) البيت للأقيبل القيني كما في لسان العرب (أحن).