أي ثانيها وثالثها بالكسر ، وأما ثُناء وثُلَاث فصفتان مَعْدُولتان عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.
قرأ عليه أُبيٌّ رضي الله عنه فاتحةَ الكتاب فقال : والذي نفسي بِيَده ما أُنْزِل في التوراة ولا في الإنجيل ، ولا في الزَّبُور ، ولا في القرآن مثلُها ؛ إنها السَّبعُ من المَثَاني والقرآنُ العظيم الذي أعطيت.
المثاني : هي السَّبع. ومن : للتبيين ، مثلها في قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠]. كأنه قيل : إنها للآيات السبع التي هي المَثاني ، وإنما سُمِّيَتْ مَثَاني ؛ لأنها تثنى : أي تكرر في قَوْمات الصَّلاة ، الواحد مَثْنى ، ويجوز أن يكون مَثْنَاة.
وقوله : والقرآن العظيم : إطْلَاق لاسْم القرآنِ على بَعْضِه. ومثله قوله تعالى : (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) [يوسف : ٣] فيمن جعل المراد بالقَصص سورة يوسف.
وقوله : ولا في القرآن مِثْلها تفضيلٌ لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن.
[ثنن] (*) : حمزة رضي الله عنه ـ قالَ وَحْشي : سَدَّدْتُ حَرْبتي يوم أُحُدٍ لثُنَّتِهِ فما أَخْطأْتُها.
الثُّنَّة : ما دون السُّرَّةِ إلى العَانَةِ.
وحَشْي غلام طُعَيْمة بن عديّ ، زَرَقَة يوم أُحد فقتله ، وكان حَمْزة رضي الله تعالى عنه قد قتل طعيمة يوم بَدْر.
[ثنا] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ من أَشْرَاط الساعة أنْ توضع الأخْيار ، وتُرْفع الأشرار ، وأن تُقْرَأَ المثْنَاةُ على رءُوس الناس لا تُغَيَّر. قيل : وما المَثْنَاةُ؟ قال : ما اسْتُكْتِبَ من غير كتابِ الله.
قيل : هو كتاب وضعه أحبارُ بني إسرائيل بعد موسى على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام على ما أرادُوا من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم ، أحلُّوا فيه ما شاءُوا ، وحرَّمُوا ما شاءُوا على خِلاف الكتاب ، وقد وقعت إلى ابن عُمَر كُتُب يَوْمَ اليَرْموك ، فقال ذلك لمعرفته بما فيها.
[ثنط] : كعب رضي الله عنه ـ إن الله عزَّ وجلَّ لما مدَّ الأَرْض مَادَتْ فثَنَطها بالجبال ، فصارت كالأَوْتاد لها ، ونَثَطَها بالآكام ، فصارت كالمُثْقِلَاتِ لها.
قال ابنُ الأعرابيّ : الثَّنْط بتقديم الثاء على النون : الشَّقّ. والنَّثط : الإثقال ، وهما
__________________
(*) [ثنن] : ومنه حديث فارعة أخت أمية : فشق ما بين صدره إلى ثنته. وفي حديث فتح نهاوند : وبلغ الدم ثنن الخيل. النهاية ١ / ٢٢٤.