ومنه حديثه الآخر : إنه سُئِلَ عن حَريسة الجبل ، فقال : فيها غُرْم مِثْلِها ، وجَلَدَاتٌ نَكالاً ، فإذا آواها المُرَاح ففيها القَطع.
واحترس فلان : إذا استَرق الحريسة.
ومنه الحديث : إن غِلْمة لحاطب [بن أبي بَلْتَعة] احترسوا ناقةً لرجل فانتحرُوها.
[حرش] (*) : إن رجلاً أَتاه بضِبَاب قد احْتَرَشها. فقال : إن أمةً مُسُخت ، فلا أَدْري لعلّ هذه منها.
الاحتراش : أن يمسح يده على الْجُحْر ويحرّكها حتى يظنّ الضبُّ أنها حيّة ، فيُخْرِج ذنبه ليضربها فيقبض عليه ، وهو من الحَرْش بمعنى الأثَر ، لأن ذلك المسح له أَثر.
[حراوة] : تغدّى أعرابي مع قومٍ فاعتمد على الْخَرْدَل ، فقالوا : ما يُعْجِبُك منه؟ قال : حَرَاوته وحَمْزه.
الحرَاوة والحَمْز : اللَّذْع والقَرْص باللسان.
[حرث] (*) : سَمُّوا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسنُ الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقُها الحارث وهمام ، وأقبحها حَرْب ومُرَّة.
قيل : لأنه ما من أحد إلّا وهو يَحْرث ، أي يكسب. ويهمّ بالشيء أي يعزم عليه ويريده. وكره حرباً ومُرّة ذهاباً إلى معنى المحاربة والمَرَارة.
[حرأ] (*) : كان قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه وآله وسلم يأتي حِرَاءَ فيتحنّث فيه الليالي.
حِرَاء : من جبال مكة معروف ، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه ، وللناس فيه ثلاث لحنات : يفتحون حاءه وهي مكسورة ، ويقصرون ألفَه وهي مَمْدُودة ، ويميلونها ولا يسوغ فيها الإِمالة ؛ لأن الراء سبقت الألف مفتوحة وهي حرف مكرّر فقامت مقام الحرف المستعلي ، ومثل رافع وراشد لا يُمال.
التحنّث : التعبد ، ومعناه إلقاؤه الحْنث عن نفسه ، كالتحرّج والتحوّب.
ومنه حديث حَكِيم بن حِزَام القرشيّ رضي الله عنه : يا رسول الله ؛ أرأيتَ أموراً كنت
__________________
(*) [حرش] : ومنه حديث أبي حثمة في صفة الثمر : وتحترش به الغباب. ومنه حديث علي في الحج : فذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرشا علي فاطمة. النهاية ١ / ٣٦٨.
(*) [حرث] : ومنه الحديث : احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا / واصل لآخرتک کأنك تموت غدا. ومنه وعليه خميصة حريثية. النهاية ١ / ٣٥٩ ، ٣٦١.
(*) [حرا] : ومنه حديث الصديق فما زال جسمه يحري بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق به. ومنه : ان هذا نحري أن خطب أن ينكح. ومنه الحديث : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر. النهاية ١ / ٣٧٥ ، ٣٧٦.