الله تعالى عليه وآله وسلم إلى أسارى المسلمين. يا عمّ ؛ ما لي أراك متحشِّفاً؟ أَسْبِل ، فقال : هكذا إزْرَةُ صَاحِبنا.
أي متقَبِّضاً متقلّصَ الثوبِ ، من الحَشَف وهو التَّمر اليابس الرديء ، وقيل : هو لابس الْحَشِيف ، وهو الخَلَقُ. قال الهُذِليّ :
يُدْني الحشيفَ عليها كي يُوَاريَها |
|
ونفسه وهو للأطمار لَبّاسُ |
الإِسبال : إرْخاءُ الإِزَار ، وكان قد شمّره وقلَّصه.
الإِزْرَة : ضربٌ من الائتزار ؛ وأراد بصاحبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يعني أنه إذا ائتزر شمّر ولم يُسْبل.
[حشش] : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ـ مَحَاشُ النساءِ عليكم حَرَام.
المَحَشَّة : بالشين والسين : الدّبر ـ وقد روي بهما ـ وروي : مَحَاشي. والمَحْشَاة : أسفل مواضع الطعام الذي يُؤَدِّي إلى المذهب ، وهي المَبْعَر من الدواب.
[حشف] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ خلق الله البيتَ قبل أن يَخْلُق الأرض بأَلْف عام ، وكان البيت زُبْدة بيضاء حين كان العَرْش على الماء ، وكانت الأرضُ تحتَه كأنها حشَفة ، فدُحِيت الأرضُ من تَحْتِه.
هي صخرة تنبت في البحر. قال ابن هَرْمَة يَصِفُ ناقة :
كأنها قادِسٌ (١) يُصَرِّفها النُّو |
|
تيّ تحتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفه |
وروي : كانت الكعبةُ خُشْفَة على الماء ، فدُحِيت من تحتها الأَرْض.
وهي أَكَمةٌ متواضعة.
[حشى] (*) : أم سلمة رضي الله عنها ـ خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من بيتها ليلاً ، ومضى إلى البَقِيع فتَبِعَتْه ، وظنَّت أنه دخلَ بعضَ حُجَر نسائه ، فلما أحسَّ بسوَادِها قَصَدَ قَصْدَه ، فعدَتْ وعَدَا على أثرها ، فلم يُدْركها إلا وهي في جَوْف حُجْرتها ؛ فدنا منها وقد وقع عليها البُهْر والرَّبو ، فقال : ما لي أراكِ حَشْيَا رَابِية.
هي التي أصابها الحَشَى وهو الرّبو ، وقد حَشِيت ، والرجلُ حَشْيان وحَشٍ.
في الحديث : كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصلِّي في حاشِية المقام.
__________________
(١) القادس : لوح من ألواح السفينة وقيل هي السفينة ، أو السفينة العظيمة.
(*) [حشى] : ومنه حديث الزكاة : خذ من حواشي أموالهم. ومنه حديث معاوية : لو كنت من أهل البادية لنزلت من الكلأ الحاشية. النهاية ١ / ٣٩٢.