غيرَه ، وأحسِبني [أني] سأنحر ناقتي! فسمعه عمر فأَقبل عليه بالدرّة ، وقال : أَتَغْمِص الفُتْيَا وتَقْتُلُ الصَّيد وأنتَ مُحْرِم؟ قال الله تبارك وتعالى : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) [المائدة : ٩٥]. فأنا عُمَر وهذا عبد الرحمن!.
الخُشَشَاء : العظم النَّاتِىء خَلْفَ الأُذُن ، وهمزتُها منقلبة عن ألف التأنيث ، وأما همزة الخُشَّاء ووزنها فُعْلاء كقُوبَاء ، وهذا الوزن قليل فيما قال سيبويه ـ فمنقلبةٌ عن ياءٍ للإِلْحاق ، ونظيرُ هذه الهمزة في كونها تارةً للتأنيث وأخرى للإِلحاق ألفُ عَلْقَى ، وهي مِنْ خَشّ لأنها عَظْمٌ مركوز في اليافوخ مركّب فيه.
الرّدْع : التضميخ بالزّعفران ، وثوب مَرْدُوع : مُزَعْفَر ، وكَثُر حتى قيل للزعفران نفسه : رَدْع ، وهو في قولهم : رَكِب رَدْعه اسمٌ للدم على سبيل التشبيه ، ومثله الجسَد هو الزَّعْفَران والدّم ، ومعنى ركوبه دَمه أنه جُرح فسال دَمُه فوقه مُتَشَحِّطاً فيه.
وعن المبرد أنه مِنَ ارْتَدَع السهم : إذا رجع النَّصل في السِّنْخِ متجاوزاً ، وأن معناه سقط ، فدخلت عُنقه في جوفه.
وفيه وجهان : أحدهما أن يكون الرَّدع بمعنى الارْتِداع على تقدير حذف الزوائد.
والثاني أن يكون من رَدَع الرامي السَّهْمَ : إذا فعل به ذلك ، ومنه رَدَع السهم : إذا ضرب نَصْله بالأرض ليثبت في الرُّعْظ ، والتقدير ركب ذات رَدْعه ؛ أي عنقه ، فحذف المضاف ، أو سمي العُنق رَدْعاً على الاتِّساع.
أَسِنَ : دِير بهِ ، من أسنَ المائحُ.
الغَمْص : التسخّط والاستحقار.
[خشى] (*) : إن ابنَ عباس رضي الله تعالى عنهما قال له : أكثرتَ من الدعاء بالمَوْت حتى خشيتُ أن يكونَ ذلك أسهلَ لك عند أَوَان نُزُوله ، فإذا مَلِلْتَ من أُمَّتك ؛ أما تُعينُ صالحاً أو تُقَوّم فاسداً؟ فقال : يا بنَ عباس ؛ إني قائل قولاً وهو إليك. قال : قلت لن يَعْدُوَني. قال : كيف لا أحبُّ فراقَهم وفيهم ناسٌ كلّهم فاتح فاه للَهْوة من الدنيا إمَّا بحقٍّ لا ينوءُ به أو بباطل لا يناله ، ولولا أن أُسأل عنكم لهربت منكم ، فأصبحت الأرض مني بَلَاقع ، فمضيتُ لشأني وما قلتُ ما فعل الغالبون.
خشيت : رَجَوْت.
وهو إليك : أي مُسَرٌّ إليك.
اللهْوَة : ما ألقى من الحبّ في فم الرَّحَى ، فاستُعِيرت للعطيّة والمنالة.
ناء بالحمل : إذا نهض.
__________________
(*) [خشى] : ومنه في حديث خالد : أنه لما أخذ الراية يوم مؤته دافع الناس وخاش بهم. النهاية ٢ / ٣٥.