يَزَع الملائكة : يعني يَتَقَدَّمُهم فكيفّ رَيْعانهم ، من قوله تعالى : (فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل : ١٧].
نُزّل وصفُ الشيطان بأنه أَدْخر وأَدْحق منزلةَ وصف اليوم به ؛ لوقوع ذلك في اليوم واشتماله عليه ؛ فلذلك قيل : من يوم عرفة ، كأنّ اليوم نفسه هو الأَدْخر الأَدْحَق.
وقوله إلا ما رأى يوم بَدْر : استثناءٌ من معنى الدُّحور ، كأنه قال : إِلا الدُّحور الذي أصيب به يومئذ عند وَزْع جبرئيل الملائكة.
[دحق] : كان صلى الله عليه وسلم يَعْرِض نَفْسَه على أحْياءِ العرب في المواسم ، فأتى عامرَ بن صَعْصَعة فردّوا عليه جَميلاً وقبلوه ، ثم أتاهم رجلٌ من بني قُشير ، فقال لهم : بئس ما صنعتم! عَمَدتم إلى دَحِيق قومٍ فَأَجَرْتُموه ، لَتَرْمِيَنَّكم العربُ عن قَوْس واحدة. قالوا : يا محمد ؛ اْعمدْ لِطيَّتِك ، وأصْلح قومَك ، فلا حاجةَ لنا فيك.
الدَّحِيق : الطَّرِيد.
الطِّيَّة : الوِجْهة ، وهي فِعْلة من طَوَى الأَرْضَ.
[دحو] (*) : عليّ عليه السلام ـ عن سلامة الكِنْدِيّ : كان عليٌّ عليه السلام ، يُعَلِّمنا الصلاةَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهُمَ داحِيَ المَدْحُوَّات ، وبارئ المَسْمُوكات ، وجَبَّارَ القلوبِ على فِطَارتها : شَقِيِّها وسعيدِها ؛ اجعل شرائفَ صلواتك ، ونوامِيَ بركاتك ، ورأْفةَ تَحَنُّنك على محمد عبدِك ورسولِك ، الفاتح لما أغْلق ، والخاتِم لما سُبِق ، والْمعانِ الحقَّ بالْحَقِّ ، والدامغ لِجَيْشَات الأباطيل ، كما حُمِّل فاضْطَلَع بأمرك لِطَاعَتِك ، مستَوْفِزاً في مَرْضاتك ، بغير نَكَلٍ في قَدَم ، ولا وَهْي في عَزْم ، وَاعِياً لوحْيِك ، حافِظاً لعهْدِك ، مَاضِياً على نَفَاذِ أمْرِك ؛ حتى أَوْرَى قَبساً لِقابس آلاء الله تَصِلُ بأهْله أسبابه. به هُدِيَت القلوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الفِتَن والإِثم ، مُوضِحَاتِ الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومُنيرات الإِسلام ، فهو أمينُك المأمون ، وخازِنُ عِلْمِك المَخْزُون ، وشهيدُك يومَ الدين ، وبعيثُك نعمة ، ورسُولُك بالحق رحمة ، اللهُمّ افسح له مُفْتَسَحاً في عَدْلِك ، أو عَدْنِك ، واجْزِه مضاعَفَاتِ الخيْرِ من فَضْلِك ، له مُهَنَّآتٍ غيرَ مُكدَّرات ، من فَوْزِ ثوابك المَحْلول ، وجَزْل عطائك المعْلول. اللهُمّ أَعْلِ بِنَاءِ البانين بناءَه ، وأكْرِمْ مَثْوَاهُ لدَيْكَ ونُزُلَه ، وأَتْمِمْ له نورَه ، واجزه من ابتعاثك له مقبولَ الشهادة ، مرضيَّ المقالة ، ذا منطق عَدْل ، وخُطّة فَصْل ، وبرهان عظيم.
الدَّحْو : البَسْط. والمدحوّات : الأَرَضُون ، وَكانَ خَلَقها رَبْوة ثم بَسَطها.
__________________
(*) [دحو] : ومنه الحديث : لا تكونوا كقيض بيض في اداحي. النهاية ٢ / ١٠٦.