والوجهُ أن يكون هذا وسائر ما ابتدأ به ذكر إخوته أساميَهم أو ألقابَهم.
إذا رَعَى القومُ غَفل : أي إذا اهتمّوا برعاية بعضِهم بعضاً ، أو برعاية ما معهم ، أو برَعْي الإبل لم يهتم بشيءٍ من ذلك وكان غافلاً عنه.
وإذا سعى القومُ نَسَل : أي إذا بذَلوا السعْيَ وتناهضوا فيما يُفيء عليهم خيراً أو يُنجيهم من بَليَّة نَسَل هو من بينهم ؛ أي خرج وكان بمَعْزِلٍ من السعي معهم.
اتَّكَل : أي اعتمد على غيره في كفاية الشأن ، ولم يتولَّه بنفسه عجزاً.
النّيء : غير النضيج ؛ يريد أنه لازمُ بيتٍ جَثّامةٌ ، لا يصيد ولا يغزو فيأكل اللحم المُلَهْوَج(١).
ويُحتمل أنه ليس بجَلد يخدم أصحابه في السفر ويطبح لهم كالموصوف بقوله :
رُبَّ ابنِ عمٍّ لسُلَيمى مُشْمَعِلْ |
|
طباخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الْكَسَلْ (٢) |
ولكنه يتكاسل عن ذلك ، وعن معاونتهم أيضاً إذا باشروا الطبخ. فإذا قَدّموا أكل ؛ فهو بعيد عن النّيء وطبخه ، قريبٌ من النضيج وأكله.
فلَحْيا : من لَحَيْتُ العُودَ بمعنى لَحَوْتُه ؛ وهو دعاء عليه بالهلاك ، والتكرير للتأْكيد.
قيل في ذي البَجْلَة : هو ذو الشارة الحسنة ، كأنه الذي له من الرّواء ما يُبَجَّل لأجله.
وإذا جاءَ يومُه : أي وقت وفاته وأجَلِه. حمده لإعانتهِ له وحَمْله عنه ، ودعا له.
ذو العِفَاق : من عَفَق يعفِق إذا أَسْرَع في الذَّهاب. والعِفَاق : الحَلَب أيضاً. قال :
عَلَيْكَ الشّاءَ شَاءَ بَنِي تميمٍ |
|
فعافِقْها فإنّكَ ذُو عِفاقِ (٣) |
صَفّاق من الصُّفْق ، وهو الجانب. يقال : جاء أَهل ذلك الصُّفْق.
وأفّاق : من الأفق ، أراد أنه مِسْفَار مُنَقِّب في النواحي والآفاق.
يُعْمِل الناقةَ والساقَ : أَيْ يركب تارة ويترجّل أخرى لِجَلادَتِه.
ذو الأسَد : أي ذو القوة الأسَدية. والأَسَد : مصدر أَسِد ، بمعنى اسْتَأْسَد.
ليل سَرْمد : أي دائم غير منقطع لفَرْط طوله.
__________________
(١) اللحم الملهوج : الذي لم ينعم شيه.
(٢) الرجز للشماخ في ديوانه ص ٣٨٩ ، والكتاب ١ / ١٧٧ ، ولجبار بن جزء في خزانة الأدب ٤ / ٢٣٣ ، ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ٢٣٩ ، ٨ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٦٧ ، وبلا نسبة في شرح المفصل ٢ / ٤٦ ، ولسان العرب ١١ / ٤٤٧ (عسل) ، ومجالس ثعلب ١ / ١٥٢.
(٣) البيت لذي الخرق الطهوي في لسان العرب (عفق).