وألذ من نقر الفتاة لدفِّها |
|
نقري لألقي الرمل على أوراقي |
أأبيت سهران الدجى وتبيته |
|
نوماً وتبعثي بعد ذاك لحاقي |
ومن شعره أيضا :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به |
|
وأكتمه ، كتمانه لي أسلم |
فإن حنفياً قلت ، قالوا بأنني |
|
أبيح الطِّلا وهو الشراب المحرم |
وإن مالكياً قلت ، قالوا بأنني |
|
أبيح لهم أكل الكلام وهم هم |
وإن شافعياً قلت : قالوا بأنني |
|
أبيح نكاح البنت والبنت تحرم |
وإن حنبلياً قلت ، قالوا بأنني |
|
ثقيل حَلُوليٌّ بغيض مجسم |
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه |
|
يقولون تيس ليس يدري ويفهم |
تعجبت من هذا الزمان وأهله |
|
فما أحدٌ من ألسن الناس يسلم |
وأخّرني دهري وقدم معشراً |
|
على أنهم لا يعلمون وأعلم |
وقد أصيب بعطب في قدمه ، بسبب البرد الشديد ، أدى إلى بترها فاتخذ قدماً من خشب ، فكان إذا مشى ألقى عليها ثيابه الطوال فيظن الناس أنه أعرج ، وكان يصحب معه محضراً بشهادة خلق كثير ممن اطلعوا على الحادث ، خوفاً من أن يظن من رآه أن قدمه قطعت في ريبة ، فعل ذلك تحرزاً وتورعاً.
توفي جار الله الزمخشري في جرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة عام ٥٨٣ ه ، وأوصى بأن تكتب على قبره هذه الأبيات :
يا من يرى مدّ البعوض جناحها |
|
في ظلمة الليل البهيم الأليلِ |