وقيل : معناه أنها في أول الزمان وآخره على حالٍ صالحةٍ.
وقيل : لا يتغيّر طِيبها ؛ كما أن العسل حلوٌ أولَ ما يُشتار ويجعل في الزق ، وبعد ما تمضي عليه مدةٌ طويلة.
[بدد] (*) : لما كان انْكِشَاف المُسْلمين يوم حُنَين أَبَدَّ يدَه إلى الأَرْضِ ، فأَخذ منها قُبْضَة من تراب ، فَحذا بها في وُجُوهِهم ؛ فما زال حدُّهُمْ كَليلاً.
أي مَدَّها ، يقال : أَبِدَّ السائلَ رغيفاً ؛ أي مُدَّ يدك به إليه.
ومنه حديث عمر بن عبد العزيز : إنه لما حضرتْهُ الوفاةُ قال : أجلسوني فأَجْلَسوه ، فقال : أنا الذي أمرتَني فقصَّرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن لا إله إلا الله. ثم رفع رأسه فأبَدَّ النَّظر ، وقال : إني لا. ؛ أي إني لا أشرك ، أو إني لا أعيش.
القُبْضة : بمعنى المقبوض ، كالغُرفة بمعنى المغروف.
حَذَا وحَثا : واحد ، كجذَا وجَثَا.
[بدو] : من بَدَا جَفَا ، ومن اتَّبَع الصيدَ غَفَل ، ومن اقترب من أبواب السلطان افْتَتَنَ.
بَدَوْت أَبْدُو : إذا أتيت البَدْوَ ، ومنه قيل لأَهلِ البادية : بادِية ، كما قيل لحاضِري الأَمْصَار : حاضرة.
جَفَا : أي صار فيه جفاءُ الأَعراب لتوحّشه وانفراده عن الناس.
غَفَل : أي شَغَل الصيدُ قلبَه وأَلهاه حتى صارت فيه غَفْلة.
وليس الغرضُ ما يزعمه جهلةُ الناس أن الوحش نَعَم الجنّ فمن تعرّض لها خبَّلَتْه وغفلته.
الخيل مُبَدَّأَةٌ يوم الوِرْد.
أي مقدَّمة على غيرها يُبْدَأُ بها في السَّقْي.
[بدر] (*) : أُتي بِبَدْرٍ فيه خَضِرَات من البُقُول.
هو الطَّبَق ، سُمِّي بدراً لاستدارته ، كما يسمَّى القَمر حين يَسْتَدِير بَدْراً.
خَضِرات : غَضّات ، يقال : بقلة خَضِرَة وورق خَضِر ، قال الله تعالى : (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً) [الأنعام : ٩٩].
__________________
(*) [بده] : ومنه الحديث : أنه كان يبد ضبعيه في السجود. ومنه حديث وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فأبد بصره إلى السواك. ومنه حديث : اللهم أحصهم عددا ، وقاتلهم بددا. النهاية ١ / ١٠٥.
(*) [بدر] : ومنه في حديث المبعث : فرجع بها ترجف بوادره. وفي حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساءه : قال عمر : فابتدرت عيناي. وفي حديث جابر : كنا لا نبيع التمر حتى يبدر. النهاية ١ / ١٠٦.