[بشر] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ من أحبَّ القرآنَ فلْيَبْشَرْ ـ وروي فلْيَبْشُر.
يقال : بَشَرْتُه ، بمعنى بشّرته ، فَبَشَر ، كجَبَرْته فجَبَر ، وبَشرته فبَشِر كثَلَجْت صدرَه فثَلِج ، والمعنى البِشَارة بالثواب العظيم الذي لا يبلغ كُنهَه وَصْف ؛ ولهذا المعنى حذف المبشَّر به.
وقيل : المراد بقوله : «فليبشُر» بالضمّ أن يضمِّرَ نفسه لحِفْظه ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الطَّعام تنسيه إياه ، من بَشْر الأديم وهو أَخْذُ باطِنه بشفرة. ومثله قوله : «إني لأكره أن أرى الرجل سميناً نسيًّا للقرآن». ونظير البَشْر في وقوعه عبارة عن التضمير النَّحت والبَرْيُ في التعبير بهما عن الهُزَال وذَهاب اللَّحم. يقال : براه السفر ، قال :
*وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيت (١) *
ومن البَشْر حديث ابن عمروٍ : أُمرنا أن نَبْشُرَ الشَّوَارِب بَشْراً.
أراد أن نُحُفِيَها حتى تظهر البَشَرة.
[البشام] (*) : ابن غَزْوَان رضي الله عنه ـ خطب الناسَ بالبصرة ، فقال : لقد رأيتُني سَابع سَبْعَة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما لنا طعام إلّا وَرَقُ البَشَام حتى قَرِحت أَشْدَاقُنا ، ما منَّا اليوم رجلٌ إلا على مِصْرٍ من الأمصار.
وروي : «سابع سبعة قد سُلقت أفواهنا من أكل الشجر».
البَشَام : شجر يُسْتاك به. قال جرير :
أَتَذْكُرُ يَوْم تَصْقُل عَارِضَيْهَا |
|
بِفَرْع بَشامةٍ سُقِي البَشَام (٢) |
سُلِقَت ، من السُّلاق ، وهو بَثْر يخرج في باطنِ الفم.
__________________
ـ الذهب ص ١٠٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٨٧ ، وشرح المفصل ٣ / ١٦ ، ٤ / ٥٩١ ، ٨ / ١٣٧ ، ومغني اللبيب ص ٥٧١ ، والمقرب ١ / ٢٩٠ ، ٢ / ٥١٦ ، والمنصف ١ / ٥٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٨.
(*) [بشر] : ومنه في حديث توبة كعب : فأعطيته ثوبي بشارة. ومنه الحديث : لم أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم. ومنه الحديث : أنه كان يقبِّل ويباشر وهو صائم. ومنه حديث نجية : ابنتك المؤدمة المبشرة. النهاية ١ / ١٢٩.
(١) جمل نحيت : انتحتت مناسمه (لسان العرب : نحت).
(*) [بشم][البشام] : ومنه حديث الحسن : وأنت تتجشأ من الشبع بشماً. وفي حديث عبادة : خير مال المسلم شاءٌ تأكل من ورق القتاد والبشام. ومنه حديث عمرو بن دينار : لا بأس بنزع السِّواك من البشامة. النهاية ١ / ١٣٠ ، ١٣١.
(٢) البيت في ديوان جرير ص ٥١٢ ، ويروى :
أتنسى إذْ تودّعنا سُلَيْمَى.