واقعة كربلاء وبعد سنة من ثورة التوابين. كان هدف ثورته الثأر لدم الحسين ، والانتقام من قتلته ومن جميع المجرمين المشاركين في تلك المأساة. وقد كانت ثورته وانتقامه سببا لارتياح الأئمّة عليهمالسلام. فقد روي عن الباقر عليهالسلام انّه قال : «لا تسبّوا المختار ، فانّه قد قتل قتلتنا وأخذ بثأرنا» (١) ، وخلاصة ثورته ـ وفقا لمّا جاء في كتاب نفس المهموم ـ هي كالآتي :
«خرج المختار بالكوفة في ١٤ ربيع الأول عام ٦٦ ه وأخرج منها عبد الله بن مطيع والي ابن الزبير عليها ، بدأ ثورته بشعار «يا منصور أمت» و «يا لثارات الحسين» ، ووقعت اشتباكات عنيفة في أزقّة وأسواق الكوفة ، قتل فيها جماعة واستسلم آخرون ، ودخل المختار القصر ، وخطب بالناس في اليوم التالي ، وبايعه أشراف الكوفة ، وبعد ان استتبّ له الأمر أخذ يتتبّع قتلة الحسين فيقبض عليهم ويقتلهم ، وبعث السرايا إلى الأطراف للاستيلاء عليها والقبض على قتلة الحسين وقتلهم ، واستمرت هذه الأعمال مدّة من الزمن وقع خلالها قتال شديد مع أنصار بني اميّة ، وقد نجح المختار في القبض على عمر بن سعد ، وابن زياد ، وخولي ، وسنان ، وحرملة ، وحكيم بن طفيل ، ومنقذ بن مرّة ، وزيد بن ورقاء ، وزياد بن مالك ، ومالك بن بشر ، وعبد الله بن اسيّد ، وعمرو بن الحجّاج وكثير ممّن تلطّخت أيديهم بدماء شهداء كربلاء ، وقتلهم وأحرق أجسادهم ، أو رماها إلى الكلاب (٢).
وأرسل المختار رأس ابن زياد إلى محمد بن الحنفية في المدينة ، وبدوره أرسله إلى الإمام السجاد ، فادخل عليه وهو يتغدّى فسجد شكرا لله تعالى وقال : «الحمد لله الذي ادرك لي ثأري من عدوّي وجزى الله المختار خيرا» (٣) ، حكم المختار ثمانية عشر شهرا (حتّى ١٤ رمضان عام ٦٧ ه) واستشهد عن سبع وستّين
__________________
(١) بحار الانوار ٤٥ : ٣٤٣.
(٢) ملخص من كتاب «نفس المهموم».
(٣) معالي السبطين ٢ : ٢٦٠.