وأصحابه ، أمّ ما كتبه إلى العلماء ، أمّ ما يتعلّق منها بأحداث ثورته وما كتبه الى اقاربه والى أهل الكوفة والبصرة ، وإلى أصحابه ومندوبيه. وحتّى ما جاء منها على هيئة الوصية لأخيه محمد بن الحنفية والتي جاء فيها «لم أخرج أشرا ولا بطرا ...» فهي تدخل في هذا الباب.
كما وردت إلى الإمام رسائل وكتب من كبار شيعته ومواليه من أهل البصرة ومن الكوفة خاصّة يدعونه فيها إلى القدوم إليهم ووعدوه ببذل العون والمساعدة له.
وفي أعقاب ترادف وصول هذه الرسائل إليه ، ارسل الحسين عليهالسلام ابن عمّه ، مسلم بن عقيل إلى الكوفة وبعث معه برسائل إلى الشيعة (١).
كان عدد الكتب التي وصلت إلى الإمام الحسين من أهالي الكوفة أثناء إقامته في مكّة كبيرا جدا ، حتى قيل انّها بلغت ١٢ ألف كتاب أو أكثر. وكان بعضها فرديا وبعضها جماعيا يحمل تواقيع لا حصر لها. أمّا كتب سيّد الشهداء عليهالسلام إليهم فقد كانت على الاغلب أمّا ردا على رسائلهم واما لدعوتهم لمناصرته والخروج معه.
اما سبب كون اكثر الرسائل من الكوفة ، فهو انّ الكوفيين كانوا يكرهون معاوية ويوالون أهل البيت. وبعد موته قرروا خلع يزيد من الخلافة ومحاربته. وانطلاقا من هذه الرؤية والهدف بدأت رسائلهم تفد على الإمام الحسين عليهالسلام بما تتضمّنه من إنكار لحكومة الامويين واعلان الولاء لاهل البيت ، ودعوة الإمام للقدوم إليهم والقبول بزعامتهم وانّهم بانتظار قدومه ، مع ما لديهم من استعداد على مناصرته والبذل في سبيله.
وجرى تبادل الرسائل أيضا بين الإمام وشيعة البصرة.
تضمّنت آخر رسالة وردت الحسين عليهالسلام من أهل الكوفة النصّ التالي : «عجّل للقدوم يا ابن رسول الله ، فانّ لك بالكوفة مائة ألف سيف فلا
__________________
(١) سفينة البحار ٢ : ٤٦٧.