النهضة الحسينية ، ضحّوا بأرواحهم في سبيل الإمام ، ومن قبلهم ضحّى مسلم بن عقيل بنفسه في سبيل دين الله وطريق الحسين عليهالسلام واستشهد اثنان من أبنائه يوم الطفّ. وهؤلاء الابطال هم من ذريّة أبي طالب قضوا في نصرة ابن عمهم وهم : عبد الله بن مسلم ، محمد بن مسلم ، جعفر بن عقيل ، وعبد الرحمن بن عقيل ، محمد بن عقيل ، عبد الله الاكبر ، محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، علي بن عقيل وعبد الله بن عقيل.
كان بعض هؤلاء التسعة فقهاء وعلماء كبار سجّل كل واحد منهم موقفا رائعا قبل استشهاده ، وقد أشار أحد الشعراء إلى انّ من استشهد من ذرّية علي عليهالسلام في يوم الطف سبعة ، وعدد الذين استشهدوا من ذرّية عقيل تسعة ، فأنشأ يقول :
عين جودي بعبرة وعويل |
|
واندبي إن ندبت آل الرسول |
سبعة كلّهم لصلب عليّ |
|
قد اصيبوا وتسعة لعقيل (١) |
وفي يوم عاشوراء حينما كان يبرز ابناء عقيل إلى الميدان كان الامام يدعو لهم ويلعن قاتليهم ويحثّ آل عقيل على الصمود ، ويبشّرهم بالجنّة : «اللهمّ اقتل قاتل آل عقيل ... صبرا آل عقيل إنّ موعدكم الجنّة».
ولاجل هذه التضحية كان الإمام زين العابدين عليهالسلام من بعد عاشوراء يبدي مزيدا من الاهتمام والعطف على عائلتهم ويفضّلها على من سواها ، ولما سئل عن ذلك قال : اني لأتذكر موقفهم من أبي عبد الله يوم الطفّ وأرقّ لحالهم ، ولهذا السبب أيضا بنى الإمام السجاد عليهالسلام بالأموال التي جاءه بها المختار من بعد ثورته ، دورا لآل عقيل ، لكن الحكومة الأموية هدمتها (٢).
ـ انصار الإمام الحسين عليهالسلام ، احصاء عن ثورة كربلاء
__________________
(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٤٩.
(٢) حياة الإمام زين العابدين ١ : ١٨٦.