التي كان يتحلّى بها شهداء كربلاء ، ونفخ روح التعهّد والالتزام في نفوس الشيعة ، وهي في حقيقة امرها ايمان ومحبّة وليست مهنة أو حرفة للتكسّب. وقد وصفهم أحد العلماء بالقول:
«المدّاحون والذاكرون لأهل البيت يشكلون فئة تقوم بتعميق الوعي ونشر الثقافة والمعارف الدينية بين ابناء الامّة. والقضية هنا ليست مجرد انشاد الاشعار ، بل هي اشاعة الفضائل والحقائق في قالب مفهوم لجميع السامعين ، ومؤثّر فيهم».
ولما كانت مهمّة المدّاحين تعتمد على عناصر الصوت والشعر واسلوب الالقاء ، صار لزاما عليهم المواظبة على التمرين وتعلّم الأساليب المجدية والأشعار الصالحة ذات المعنى العميق المؤثر والجميل ، ومطالعة كتب المقاتل المعتبرة والمصادر التاريخية ، واختيار الاشعار والمواضيع الاخلاقية والفكرية وو العقائدية ، واجتناب الغلو والمبالغة ، والكلام الّذي يترك تأثيرات سلبية. كما وينبغي لهم الابتعاد عن الكذب والتصنّع الّذي يستهدف نيل الشهرة ، وأن لا ينسوا الاخلاص والصدق والنزاهة ، وان يضعوا نصب أعينهم نيّة خدمة أبي عبد الله عليهالسلام والاخلاص له.
وبما ان اختيار الاشعار الجيّدة والبليغة والمعبّرة يترك اثرا في القلوب والنفوس فلا بدّ لهم من مطالعة واختيار الاشعار البليغة ذات المضمون الهادف ليتسنّى لهم في هذا المجال اعطاء صورة أكثر وضوحا عن قدوات الكمال والاخلاص ، أي المعصومين عليهمالسلام ، وأن يكونوا هم ذاتهم مثالا في الاخلاق والالتزام. ويمكن تلخيص رسالة المدّاحين في العصر الراهن بما يلي :
١ ـ استثمار عواطف الناس بشكل صحيح ، وتوجيهها نحو الاخلاص والصلاح والتقوى.
٢ ـ تعميق مشاعر المحبّة للقدوات الصالحة.
٣ ـ إنارة افكار ابناء المجتمع وتوجيهها نحو القيم الفاضلة والصلاح وتقوية