فيه قتله لحجر بن عدي وأصحابه ، وقتل عمرو بن الحمق ، ونقض عهوده ، وزرعه لبذور الفتنة ، وقال في كتابه : «وانّي والله ما اعرف افضل من جهادك فان افعل فانّه قربة إلى ربي وان لم افعله فاستغفر الله لديني ... واعلم ان الله ليس بناس لك قتلك بالظنة ، وأخذك بالتهمة ، وامارتك صبيّا يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ...» (١).
وقبل موت معاوية بسنة تحدث أبو عبد الله في موسم الحج فاحصى جرائم الطاغوت معاوية ، ودعا الناس إلى ابلاغ الناس بمقالته عند الرجوع من الحج إلى امصارهم وقبائلهم ، وأن يدعوهم إلى الحقّ المنسي لاهل البيت مخافة ان يدرس هذا الحقّ (٢).
قبل وصول يزيد إلى الحكم كان الإمام الحسين قد اعلن معارضته لمعاوية وبني اميّة ، ولم يكن ذلك لاسباب شخصية بل لدوافع عقائدية. ولمّا سئل عن بني اميّة قال : «انا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم ...» (٣) وكان ذلك الصراع مشهودا في جميع الحوارات والمحادثات. وكان معاوية على معرفة تامّة بان الحسين لن يهادن ولن يساوم ، فقد جاء في وصيته لابنه يزيد انه حذّره من معارضة اربعة نفر من قريش له ، أشدّهم عليه هو الحسين بن علي ، لأن أهل العراق لن يتركوه دون يخرجوه ضد يزيد ، وجاء في تلك الوصية : «وأمّا الحسين ... واياك والمكاشفة له في محاربة سلّ سيف أو محاربة طعن رمح .. واياك يا بني ان تلقى الله بدمه فتكون من الهالكين» (٤).
بعد موت معاوية في رجب عام ٦٠ ه. وخروج الحسين إلى مكّة كتب أهل الكوفة إلى الحسين كتابا حمدوا الله فيه على هلاك معاوية ، ودعوه المسير إليهم لعل
__________________
(١) الغدير للعلامة الاميني ١٠ : ١٦١.
(٢) نفس المصدر السابق ١ : ١٩٨ ، موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٢٧١.
(٣) حياة الإمام الحسين ٢ : ٢٣٤.
(٤) نفس المصدر السابق : ٢٣٧ ، الفتوح لابن أعثم الكوفي ٤ : ٣٣٢.