وقول أبى نواس (١) :
تتأيّا (٢) الطّير غدوته |
|
ثقة بالشّبع من جزره |
وقول مسلم (٣) :
قد عوّد الطير عادات وثقن بها |
|
فهنّ يتبعنه فى كلّ مرتحل |
فقال أبو تمام (٤) :
أقامت مع الرّايات حتى كأنّها |
|
من الجيش إلّا أنّها لم تقاتل |
فقوله : «أقامت مع الرايات» زيادة.
وزاد عليه بعض المحدثين ، فقال :
يطمّع الطّير فيهم طول أكلهم |
|
حتى تكاد على أحيائهم تقع |
وقال أبو تمام (٥) :
همّة تنطح النجوم وجدّ |
|
آلف للحضيض فهو حضيض |
أخذه البحترى فحسّنه وهو قوله (٦) :
متحيّر يغدو بعزم قائم |
|
فى كلّ نائبة وجدّ قاعد |
ومما أخذه أيضا من أبى تمام فقسّمه تقسيما حسنا قوله (٧) :
ملك له فى كلّ يوم كريهة |
|
إقدام عزّ واعتزام مجرّب |
هو من قول أبى تمام (٨) :
ومجرّبون سقاهم من بأسه |
|
فإذا لقوا فكأنهم أغمار (٩) |
وقال أبو العتاهية (١٠) :
كم نعمة لا يستقلّ بشكرها |
|
لله فى طىّ المكاره كامنه |
__________________
(١) الوساطة : ٢٧١ ، ديوانه : ٦٨ ، رغبة الآمل : ٤ ـ ١٢١.
(٢) تتأبى : تتعمد.
(٣) الشعر والشعراء : ٨١١.
(٤) الوساطة : ٢٧١ ، التبيان : ٣ ـ ٣٣٩ ، ديوانه : ٢٤٨.
(٥) ديوانه : ١٨١.
(٦) ديوانه : ١٦٩.
(٧) ديوانه : ٢٠.
(٨) ديوانه : ١٤٨.
(٩) أغمار : غير مجربين.
(١٠) عيون الأخبار ٣ ـ ٥٢.