فهذه أنواع البديع التى ادّعى من لا رواية له ولا دراية عنده أن المحدثين ابتكروها وأن القدماء لم يعرفوها ؛ وذلك لما أراد أن يفخّم أمر المحدثين ؛ لأن هذا النوع من الكلام إذا سلم من التكلف ، وبرئ من العيوب ، كان فى غاية الحسن ، ونهاية الجودة.
وقد شرحت فى هذا الكتاب فنونه ، وأوضحت طرقه ، وردت على ما أورده المتقدمون ستة أنواع : التشطير ، والمحاورة ، والتطريز ، والمضاعف ، والاستشهاد ، والتلطف. وشذبت على ذلك فضل تشذيب ، وهذبته زيادة تهذيب ، وبالله أستعين على ما يزلف لديه ، ويستدعى الإحسان من عنده وهو تعالى وليه ومولاه إن شاء الله.