ثم مما يعلمّ أغلب أفراد النوع الانساني منه خوف الموت ، ولعلّذة من قبيل الاولى والباعث الكلّي له أنّ للنفس ارتباطاً خاصّاً واتّحاداً معنويّذاً بالبدن ، كما تقدّم ، والطبيعة مجبولة على التألّم من المفارقة بعد حصول الانس والألفة ، كما قال الحكيم النظامي :
شنيدستم كه افلاطون شب وروز |
|
به كريه داشتى چشم جهانسوز |
يكى پرسيد از او كاين كريه از چيست |
|
بكفتا چشم كس بيهوده نكريست |
از آن ترسم كه جسم وجان ودمساز |
|
به هم خو كرده اند از ديركه باز |
جدا خواهند گشت از آشنايي |
|
همي گريم بدان روز جدايي |
ولذا ترى حرص الشيوخ والعجائز بالحياة وشوقهم إلى البقاء أكثر من الأحداث ، وكذا إلى المقتنيات الحسّية لطول الانس والعلاقة بها ، كما أنها مجبولة على التناكر والوحشة مع مشاهدة أمر غريب غير معهود لم تأنس به أصلاً.
ولذا إنّ الحسن بن علي عليهالسلام لما سئل عن سبب قلقه عند وفاته اعتذر بهول المطّلع وفراق الأحبّة (١) وأيّ محبّة أشدّ وأقوى من الاتّحاد والارتباط الحاصلين للنفس والبدن في مدّذة مديدة من الزمان.
والعمري إنّ إزالته من أصعب ما يمكن أن يكون ولا يتيسّر الا لمن وفّقه الله تعالى للتجرّذد التامّ والفناء المحض والاستغراق في حبّذ الله وأنسه بحيث يرى بدنه حجاجاً شاغلاً له عن الوصول إلى مطلوبه ومعشوقه ومحبوبه ، فيقول :
آزمودم مرك من در زندكى است |
|
چون رهم زين زندكى پايندكى است |
__________________
١ ـ الكافي : ١ / ٤٦١ ، كتاب الحجة ، باب مولد الحسن بن علي عليهالسلام ، ح ١ ، ولايخفى استهجان هذا التعميم لمعنى الأحبّة في كلام الإمام عليهالسلام.