الموحدّين ، وترغم بها أنوف الملحدين ، وتضمحلّ بها شبه الجاحدين.
وأشهد أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين وصفوة المرسلين وسيّد الأوّلين والآخرين ، المنتجب لتتميم مكارم الأخلاق وإكمال الناقصة ، وتنبيه الغافلين ، وهداية الضالّين ، وإرشاد الجاهلين.
صلّى الله عليه وعلى عترته السادة الأطيبين ، والذادة الأنجبين ، والقادة المنتجبين ، سفن النجاة ، وأهل بيت العصمة ، ومعادن الحكمة ، وشفعاء الأمّة ، وأعلام المهتدين.
اللّهمّ فكما كرّمتنا بالفطرة السليمة والفكرة القويمة ، فاصرفنا عن مذاهب الشهواب ، وأرشدنا في غياهب الشبهات ، ووفّقنا للتمسّك بالعروة الوثقى والحبل المتين ، وكما ميّزتنا بالنفوس الناطقة والعقول الفائقة ، فاهدنا اللّهمّ إلى صراطك المستقيم ، وأعذنا من شرّ الشيطان الرجيم ، وابعثنا من فراش الغفلة متنبّهين ، وكما أيّدتنا بالحجج البالغة والنعم السابقة ، فأمل قلوبنا إلى الهدى والعفاف ونفوسنا إلى شرائف الاوصاف ، وأدخلنا في عبادك الصالحين ، أو اجعلنا بهم مشبّهين.
أمّا بعد : فيقول العبد المذنب الجهول بنفسه الظلوم ، خادم طلبة العلوم ، فقير عفو ربّه الحيّ القيّوم ، محمّد حسن بن المرحوم الحاج معصوم القزويني أصلاً والحائري موطناً ، وفّقه الله لما يحبّ ويرضى وجنّبه عن اتّباع الهوى والإغترار بالأباطيل والمنى :
انّ الغرض الاصلي من وضع الملك والأديان ، وبعث المصطفين من عالم الأكوان إلى بني نوع الإنسان ، رفع الحجب الظلمانية عن النفوس البشريّة الحائلة بينها وبين المعارف الحقيقيّة ، ووصولها إلى كما لاتها التي هي سعادة الأبديّة ، واتّصالها بالمبادىء العليّة واستغراقها في بحار الأنوار الإلهيّة ، ولا يمكن ذلك الا بتطهير القلب عن أو ساخ الطبيعة وأنجاسها ،