فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « نعم المال الصالح للرجل الصالح ». (١)
وقال صلىاللهعليهوآله : « العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال ». (٢)
وقال رجل للصادق عليهالسلام : « إنّا لنطلب الدنيا ونحبّ أن نؤتاها ، فقال عليهالسلام : تحبّ أن تصنع بها ماذا؟ فقال : أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدّق وأحجّ وأعتمر ، فقال : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة ». (٣)
وقال الباقر عليهالسلام : « ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه ». (٤)
وقال عليهالسلام في رجل قال : لأقعدنّ في بيتي ولأصلّينّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربّي فأما رزقي فسيأتيني : « هذا من أحد الثلاثة الذين لايستجاب لهم ». (٥)
وغيرها من الأخبار.
وطريق الجمع أنّك عرفت أنّ له فوائد كتحصيل السعادة بها (به ظ) ، فإنّ من جملة أسبابها الفضائل الخارجة التي لاتتحقّق بدونه ، ومفاسد كالمقاصد المانعة عن حصولها. فإذن هو محمود بالنظر إلى غاياته المحمودة ، ومذموم بالنظر إلى غاياته المذمومة ، وكيف يكون المال مذموماً مطلقاً مع إنّ به تحصل فضيلة الحرّية بالمعنى الأخصّ ، أعني تحصيل المال من المكاسب الطيّبة ، وبعدمه يحصل الافتقار إلى الناس فيما يحتاج إليه ، وحوالة رزقه عليهم إمّا بطريق محرّم كالغصب والنهب والسرقة وغيرها ، أو غير محرم كالأخذ من الصدقات التي هي أو ساخ الناس وهو معنى الرقية التي يقابلها ،
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٦ / ٤٤.
٢ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٢٠٦ نقلاً عن الكافي : ٥ / ٧٨.
٣ ـ الكافي : ٥ / ٧٢ ، كتاب المعيشة ، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ، ح ١٠.
٤ ـ المحجة البيضا :٧ / ٤١٨ ، عن الصادق عليهالسلام.
٥ ـ الكافي : ٥ / ٧٧ ، كتاب المعيشة ، باب الحثّ على الطلب ، ح ١ عن الصادق عليهالسلام ، وفيه : « هذا أحد الثلاثة ».