ومنها : الصدق في الوفاء بالعزم ، فإنّ الانسان ربما يعزم يعزم على فعل معلّق بشرط أو صفة ، ثم بعد حصولها تمنعه الشهوات عن أدائه.
قال الله تعالى : ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ). (١)
ومنها : الصدق في الافعال ، أي مطابقة الظاهر والباطن واستواء السرّ والعلانية ، أو كون الباطن أحسن من الظاهر ، وهو أعزّ الأنواع السابقة وأعلاها.
إذا السرّ والإعلان المؤمن استوى |
|
فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا |
وإن خالف الاعلان سرّاً فما له |
|
على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا |
كما خالص الدينار في السوق نافق |
|
ومردوده المغشوش لايقتضي المنى |
ويستلزم هذا النوع أن لا يقول ما لايفعل.
قال الصادق عليهالسلام : « إذا أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب فانظر إلى قصد معناك وغور دعواك وغيّرهما بقسطاس من الله عزّوجلّ كأنّك في القيامة ، قال الله تعالى : ( والوزن يومئذ الحق ) (٢) فإذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق » ، وأدنى حقّ الصدق أن لايخالف اللسان » القلب ، ولا القلب اللسان ». (٣)
ومنها : الصدق في مقامات الدين ، كالصبر والشكر والخوف والرجاء والزهد والتوكّل والتعظيم والرضا والحبّ والتسليم لتقديراته تعالى ، وهو من أعظم أنواعه ، كما أشير إليه في الكذب ، ومن علاماته كتمان الطاعات والمصائب جميعاً.
__________________
١ ـ الأحزاب : ٢٣.
٢ ـ الأعراف : ٨.
٣ ـ مصباح الشريعة : الباب ٧٤ ، في الصدق.