عقب عقبة ، قال الراوي : يظلم هو فيسلّط على عقبه؟ فقال عليهالسلام : إنّ الله يقول : ( وليخشى الّذين لو تركوا من خلفهم ذريّة ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ). (١)
قيل : والظاهر أنّ مؤاخذة الأولاد بظلم آبائهم إنما هو من الأولاد الذين كانوا راضين بفعل آبائهم أووصل إليهم أثر ظلمهم أي انتقل إليهم من أموال المظلومين.
وقيل : إنّ الدنيا دار مكافاة وانتقام ، وإن كان بعض ذلك ممّا يؤخّر إلى الآخرة ، وفائدته بالنسبة إلى الظالم ردعه عن الظلم إذا سمع به ، وبالنسبة إلى المظلوم [ استبشاره بنيل الانتقام في الدنيا مع نيله الثواب في الآخرة ، فإنّ ما يأخذه هناك من دين الظالم ] (٢) لو كان له دين أكثر ممّا أخذه من ماله ، وبهذا يصحّ الانتقام على العقب وعقب العقب فإنّه وإن كان في صورة الظلم لكونه انتقاماً من غير أهله ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) (٣) الا أنّه نعمة من الله عليه في المعنى من جهة ثوابه في الدارين ، فإنّ ثوابه أكثر ممّا جرى عليه من الظلم. (٤)
أقول : مع أنّ في كونه في صورة الظلم لما ذكر تأملّاً لظهور أنّ لكلّ من المعاصي آثاراً ولوازم كاستلزام الخمر للسكر ، فلعلّه من هذا القبيل دون المجازاة والمكافاة حتّى يلزم الظلم في الانتقام من الغير على فعل الغير.
وكما أنّ الظلم قبيح مؤكّد إثمه ، فكذا الاعانة عليه ولو بمدّة قلم وربط كيس وتكثير سواد ، وهذا وإن كان كلياً في المعاصي بأسرها قال الله تعالى :
__________________
١ ـ الكافي : ٢ / ٣٣٢ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب بالظلم ، ح ١٣ ، مع تغيير ، والآية في النساء : ٩.
٢ ـ ساقط من « ب ».
٣ ـ الإسراء : ١٥.
٤ ـ جامع السعادات : ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢.