الله عثراته يفضحه ». (١)
وقيل للصادق عليهالسلام : شيء يقوله الناس : عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال : « ليس حيث يذهبون ، إنّما عنى عورة المؤمن أن يزلّ زلّة أو يتكلّم بشيء يعاب عليه فيحفظه عليه ليعيّره به يوماً ما ». (٢)
فما أقبح حال من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه ، بل هو أدلّ دليل على خبث باطنه وسوء سريرته.
ومنها : إفشاء السرّ والنميمة والشماتة والسخرية ، وقد تقدّم ذكرها.
ومنها : الإفساد بين الناس ، وهو من المهلكات العظيمة.
قال الله تعالى : ( الّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) (٣) ( ... لهم اللعنة ). (٤)
وقال : ( إنّما جزاء الّذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ). (٥)
ومنها : الغدر والخيانة في المال أو الجاه أو العرض أو غيرها ، ويدخل فيها البخس في الكيل والوزن والغشّ بما يخفى وكلّ تدليس وتلبيس.
وقد ورد في ذمّ كلّ من أقسامه نصوص كثيرة ، وفي مدح الأمانة التي هي ضدّها ، فمن تأمّل فيها وعلم أنّ الخيانة توجب في الدنيا الفضيحة والعار والعذاب الأليم في دار القرار ، والأمانة تؤدّي إلى خير الدنيا وحسن القبول في نظر الخلق والسعادة في دار البقاء سهل عليه تركها والاتّصاف
__________________
١ ـ الكافي : ٢ / ٣٥٥ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من طلب عثرات المؤمنين ، ح ٤.
٢ ـ الوسائل : كتاب الطهارة ، أبواب آداب الحمام ، الباب ٨ ، ح ١.
٣ ـ البقرة : ٢٧.
٤ ـ الرعد : ٢٥.
٥ ـ المائدة : ٣٣.