للايمان ، بل من الشرك في الحقيقة.
قال الله تعالى : ( إنّ الذين تعبدون من دون الله لايملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه ). (١)
وقال : ( ولله خزائن السماوات والأرض ولكنّ المنافقين لايفقهون ). (٢)
وفي أخبار داود : « ياداود ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته الا قطعت أسباب السماوات من بين يديه والأرض من تحته ولم أبال بأيّ واد هلك ». (٣)
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « من اغترّ بالعبيد أذلّه الله ». (٤)
وقيل : مكتوب في التوراة : « ملعون من كان ثقته بانسان مثله ». (٥)
فمن أيقن بأنّه لا فاعل الا الله ولا حول ولا قوّة الا بالله وأنّ له تمام العلم والقدرة والرحمة العناية وأنّ سواه عبيد مملو كون مضطرّون لايملكون خيراً ولا شرّاً ولا يستطيعون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً لم يلتفت إلى أحد سواه ولم يثق الا بالله ولم يطمع الا في عطاياه ، فالواجب على كلّ أحد تحصيل مراتب اليقين بالله وتقوية النفس بما ذكر سابقاً ، وسيجيء تمام الكلام في فصل التوكّل ، إن شاء الله تعالى.
تتمّه
ومن جملتها : كفران نعمة المنعم ، ويتبيّن لك حقيقته وما يترتّب عليه من المفاسد بمعرفة ضدّه ، أعني الشكر ، وسنفصّل الكلام فيه إن شاء الله تعالى.
__________________
١ ـ العنكبوت : ١٧.
٢ ـ المنافقون : ٧.
٣ ـ الكافي : ٢ / ٦٣ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التفويض إلي الله ، ح ١ ، مع اختلاف.
٤ ـ المحجة البيضاء : ٧ / ٤٠٨ ، وفيه : « من استعزّ ».
٥ ـ المحجة البيضاء : ٧ / ٤٠٨.