التقيا إجلاً لهما ، وإنّه وإن كانت الملائكة لاتكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنّه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السرّ وأخفى. (١)
واعلم أنّ أباحامد الغزالي منع عن الانحناء عند السلام ، وكذا القيام سيّما في المساجد لكونها موضع العبادة والقيام لله وحده فلا يشرك بعبادة ربّه أحداً. (٢)
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « إذا رأيتموني فلا تقوموا كما يصنع الأعاجم ». (٣)
وقال صلىاللهعليهوآله : « من سرّه أن يتمثّل له الرجال قياماً فليتبوّء مقعده من النار ». (٤)
وقال الشهيد (ره) في قواعده : « يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان وإن لم يكن منقولاً عن السلف لدلالة العموما عليه ، قال تعالى :
( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ). (٥)
( ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربّه ). (٦)
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ».
فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه ، وربّذما وجب إذا أدّى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن.
وقد صحّ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قام إلى فاطمة عليهالسلام وقام إلى جعفر لمّا قدم من الحبشة ، وقال للأنصار : قوموا إلى سيّدكم.
ونقل أنّه صلىاللهعليهوآله قام إلى عكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحاً بقدومه.
__________________
١ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٨٩ ، نقلاً عن الكافي : ٢ / ١٨٤ مع اختلاف.
٢ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٩٠.
٣ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٩٠.
٤ ـ المحجة البيضاء : ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩١.
٥ ـ الحج : ٣٢.
٦ ـ الحج : ٣٠.