الاستنباط ، ومن الثانية استعمال آثارها ولوازمها وهو الأظهر ، وقد تستعل على سبيل الترادف.
ثمّ للمكر مراتب متفاوتة في الشدّة والضعف والظهور والخفاء ، وهو من المهلكات العظيمة ، لأنّه من أظهر صفات إبليس وجنوده ، وهو أقبح من الأذّية جهاراً ، لإمكان دفعها والحذر عنها بخلافه ، إذ ربّما يفعل في لباس الصداقة ، ولذا ورد أشدّ المنع عنه في الأخبار.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : « ليس منّا من ماكر مسلماً » (١).
وكثيراً ما كان أمير المؤمنين عليهالسلام يتنفّس الصعداء ويقول : واويلاه يمكرون بي ويعلمون أنّي بمكرهم عالم وأعرف منهم بوجوه المكر ، ولكنّي أعلم أنّ المكر والخديعة في النار فأصبر على مكرهم » (٢).
وعلاجه تحصيل ضدّه ، أعني النصيحة واستنباط وجوه الخير للمؤمنين حتّى يعتاد نفسه على ذلك ، وتقديم الترّوي في كلّ ما يصدر منه حتّى لا يخفى عليه وجوهه الخفيّة ، ويتذكّر قبحه العقلي وماورد من الآثار في ذمّة والمنع منه مع ما عرفه من التجربة والأخبار من عود جزائه إليه عاجلاً.
__________________
١ ـ الكافي : ٢ / ٣٣٧ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المكر والغدر ، ح ٣.
٢ ـ جامع السعادات : ١ / ٢٠٣.