لذلك من شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرّة ، لأنّه يدفع عن أديان محبّينا وذلك يدفع عن أبدانهم (١).
وروي عن الإمام الهادي عليهالسلام أنّه قال : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليهالسلام من العلماء الداعين إليه والداعين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل (٢).
هذا وإنّ علماء العامّة قد اختلفوا فيما بينهم في استحسان ومقبوليّة الخوض في علم الكلام وعدمه.
وقد وقف السلفيّة من علم الكلام الإسلاميّ موقفا معاديا ، فكان مالك بن أنس يقول : الكلام في الدين أكرهه ، ولا أحبّ الكلام إلّا فيما تحته عمل (٣) ، وكان أحمد بن حنبل يقول : لست صاحب كلام ، وإنّما مذهبي الحديث (٤) ، وألّف الخطابي منهم كتاب الغنية عن علم الكلام وأهله.
لكن الأشاعرة من العامّة تصدوا لهم ، فألّف الأشعريّ رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام (٥).
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ٨.
(٢) تفسير الإمام العسكريّ عليهالسلام : ٣٤٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٢ : ٦ / ١٢.
(٣) مناهج الاجتهاد في الإسلام : ٦٢٤.
(٤) المنية والأمل لابن المرتضى : ١٢٥ ، مناهج الاجتهاد في الإسلام ٧ : ٥٠٨.
(٥) مذاهب الإسلاميين ١ : ١٥.