يجب على كلّ مكلّف استظهارها ، وفي كلّ آونة تكرارها وتذكارها ، لتقرّب إليه من السعادة جنتها وتبعد عنه من الشقاوة نارها (١).
ولا شكّ أنّ الخائض في دراسة أصول الدين والمتكلّمين المدافعين عن حياض الدين ممدوحون مرضيّون عند الله تعالى ، بل يمكن أن نقول : إنّ عملهم هذا لا يقل عن بقيّة الأعمال التي يقوم بها علماء الأمّة بل إنّ عملهم أشرف وأهمّ لما يقومون به من تبيين لحقائق الدين ودفع وردّ الشبهات الواردة عليه ، بل نزّل عملهم تنزيل أجلّ الجهاد.
قال الشيخ الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان في ذيل الآية الشريفة : (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) (٢) ما نصّه :
وفي هذه الآية دلالة على أنّ من أجلّ الجهاد وأعظمه منزلة عند الله تعالى جهاد المتكلّمين في حلّ شبه المبطلين وأعداء الدين ، ويمكن أن يتأوّل عليه قوله : رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر (٣).
كما أنّ الناظرين في النصوص الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن ذريّته الطاهرة يرى ما يؤيّد هذا التفسير وهذا التنزيل.
فقد روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعته والنواصب ، ألا فمن انتصب
__________________
(١) راجع إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين ، مقدّمة المؤلّف.
(٢) الفرقان : ٥٢.
(٣) مجمع البيان ٤ : ١٧٥.