الإلهيّة مع بيان أثر تلك المعارف على الفرد المسلم والمجتمع الإسلامي.
كما أنّ هناك غاية أخرى وهي التمهيد لبناء السلوك الفردي والاجتماعيّ على أساس الإيمان بالله تعالى.
والغاية الثالثة هي الدفاع عن العقيدة الإسلاميّة السامية وردّ الشبهات والشكوك التي يثيرها المعاندون والخصوم.
والغاية الرابعة هي أنّ كثيرا من العلوم الدينيّة والإنسانيّة تبتني على ما يعتقده الإنسان وأنّه لا يمكن للإنسان أن يخوض في هذه العلوم أو في بعضها إلّا بعد تحرير المسائل في علم أصول الدين.
قال المحقّق الطوسيّ في نقد المحصّل : إنّ أساس العلوم الدينيّة علم أصول الدين الذي يحوم سائله حول اليقين ، ولا يتمّ بدونه الخوض في سائرها كأصول الفقه وفروعه ، فإنّ الشروع في جميعها يحتاج إلى تقديم شروعه ، حتّى لا يكون الخائض فيها وإن كان مقلّدا لأصولها كبان على غير أساس ، وإذا سئل عمّا هو عليه لم يقدر على إيراد حجّة أو قياس (١).
وقال الفاضل المقداد السيوريّ : فلمّا كان علم الكلام من بين هذه العلوم أوثق برهانا وأظهر بيانا وأشرف موضوعا وأكمل أصولا وفروعا ، ولذلك استحقّ التقدّم على سائر العلوم ، وتنزل منها منزلة الشمس من النجوم ، وصار للعلوم الشرعيّة أساسا ولكلّ واحد منها تاجا ورأسا وهو وإن كان بعيد الأغوار كثير الأسرار إلّا أن نقاوته التي يعول عليها وعقليّته التي ينتفع بها وتدعو الضرورة إليها
__________________
(١) تلخيص المحصّل : ٣.