أقول :
يشترط في الشكل الثاني بحسب الكيفيّة (١) اختلاف مقدّمتيه فيه بأن تكون إحداهما موجبة والأخرى سالبة لأنّهما لو كانتا سالبتين أو موجبتين لم يلزم الإنتاج فإنّك تقول : لا شيء من الإنسان بفرس ، ولا شيء من الحمار بفرس ، والحقّ السلب.
ولو قلت : ولا شيء من الناطق بفرس كان الحقّ (٢) الإيجاب. ونقول : كلّ إنسان حيوان ، وكلّ ناطق حيوان ، والحقّ الإيجاب.
ولو قلت : وكلّ فرس حيوان كان الحقّ السلب فلا بدّ إذن من المخالفة بين المقدّمتين في الإيجاب والسلب.
قال :
وكلّيّة الكبرى.
أقول :
هذا هو الشرط الثاني (٣) بحسب الكمّيّة وهو كون كبراه كلّيّة ، فإنّها لو كانت جزئيّة لم يحصل الجزم بالإنتاج فإنّك تقول : كلّ إنسان حيوان ، وليس كلّ جسم بحيوان ، والحقّ الإيجاب. ولو قلت : وليس كلّ حجر بحيوان كان الحقّ السلب. وتقول : لا شيء من الإنسان بفرس ، وبعض الحيوان فرس ، والحقّ الإيجاب. ولو قلت : وبعض الصاهل فرس كان الحقّ السلب ، فقد سقط من الستّة عشر اثنا
__________________
(١) في «ج» «ر» «ف» : (الكيف).
(٢) في «ج» «ر» «ف» زيادة : (هو).
(٣) (الثاني) لم ترد في «ب».