نفي هذا السكون (١) ، وأثبته أرسطاطاليس (٢) (٣).
واحتجّ أصحابه على ذلك بأنّ الوصول إلى المنتهى لا بدّ وأن يكون في آن ، وآن المفارقة لا يجوز أن يكون هو بعينه (٤) آن الوصول ، فلا بدّ من آنين وبينهما زمان سكون.
وهذه الحجّة عظيمة الاختلال قد أبطلها الشيخ في الشفاء بأنّ المفارقة لا تحصل في آن ، وإنّما تحصل في زمان (٥).
فإن قلت : الكلام في أوّل زمان المفارقة.
قلت : أوّل زمان المفارقة ليس فيه مفارقة ، بل هو آن الوصول ، ولا استبعاد في أن يكون الشيء محكوما عليه بشيء في زمان ويكون في ابتداء ذلك الزمان يحكم عليه بنقيض ذلك الحكم إذا كان ذلك الشيء ممّا لا يصحّ وجوده في آن. وأيضا
__________________
أسس الأكاديميّة في أثينا ، وهو واضع نظريّة المثل ، له كتاب «الجمهوريّة» التي رسم فيها أوّل صورة للمدينة الفاضلة توفي سنة ٣٤٧ قبل ميلاد السيّد المسيح عليهالسلام (طبقات الأطبّاء ١ : ٧٨ ، صوان الحكمة للسجستاني : ٨٤).
(١) حكى ذلك في الشفاء (الطبيعيّات) ١ : ٢٩٢ وشرح الإشارات ٣ : ١٧٧ ، المعتبر في الحكمة ٢ : ٩٤ ، المباحث المشرقيّة ١ : ٧٣٢ ، نهاية المرام للمصنّف ٣ : ٤٥٧ ، الأسرار الخفيّة : ٣١٣.
(٢) أرسطاطاليس هو أرسطو تلميذ أفلاطون وسمي بالمعلم الأوّل لأنّه واضع التعاليم المنطقيّة ومخرجها من القوّة إلى الفعل ، وله كتب في الطبيعيّات والإلهيات والأخلاق (الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ١١٩ ، طبقات الأطبّاء ١ : ٨٤ ، صوان الحكمة : ١٣٥).
(٣) حكى ذلك في الشفاء (الطبيعيّات ١ : ٢٩٢ ، وشرح الإشارات ٣ : ١٧٧ ، المعتبر في الحكمة ٢ : ٩٤ ، المباحث المشرقيّة ١ : ٧٣٢ ، نهاية المرام للمصنّف ٣ : ٤٥٧ ، الأسرار الخفيّة : ٣١٣.
(٤) في «ب» : (بعينه هو).
(٥) الشفاء (الطبيعيّات) ١ : ٢٩٢.