له ذهنا إذ لا وجود للكلّيّ من حيث هو كلّيّ إلّا في الذهن (١).
وأمّا المتكلّمون فذهب أكثر المعتزلة والأشاعرة إلى أنّ الوجود زائد على الماهيّة في حقّ واجب الوجود وفي حقّ (٢) غيره من الممكنات (٣).
وذهب آخرون منهم أبو الحسين البصري (٤) إلى أنّ الوجود نفس الماهيّة في حقّ واجب الوجود وفي حقّ الممكنات (٥).
إذا عرفت هذا فنقول : إنّ (٦) الذي نذهب إليه أنّ (٧) الوجود في حقّ واجب الوجود نفس حقيقته ، والدليل على ذلك أنّه لو كان زائدا على حقيقته لزم أحد الامور الأربعة ، وهي إمّا تأثير المعدوم (٨) في الموجود أو وجود الماهيّة مرّات غير متناهية أو تقدّم الشيء على نفسه أو افتقار واجب الوجود إلى الغير ، والكلّ باطل.
وبيان الملازمة : أنّه لو كان زائدا على الماهيّة لكان صفة لها ، والصفة مفتقرة إلى
__________________
(١) حكاه عن الحكماء المصنّف في شرح التجريد (الزنجاني) : ١٦ وفي طبعة الآملي : ٣٤ و ٣٥ ، ونهاية المرام ١ : ٣٨.
(٢) (حق) ليست في «ف».
(٣) حكاه عنهم في المباحث المشرقيّة ١ : ١١٢ ، وأصول الدين : ٣٠ ، والمصنّف في نهاية المرام ١ : ٣٨.
(٤) (البصري) لم ترد في «ب». وهو محمّد بن عليّ بن الطيب أبو الحسين المتكلّم كان على مذهب المعتزلة ، بصري سكن بغداد ودرس فيها ومات فيها يوم الثلاثاء سنة ٤٣٦ هجريّة ودفن في مقبرة الشونيزي (تاريخ بغداد ٣ : ١٠ ، وفيات الأعيان ٤ : ٢٧١).
(٥) حكاه عنه في المباحث المشرقيّة ١ : ١١٢ ، أصول الدين للرازي : ٣٠ ، المواقف : ٤٨ ، ومناهج اليقين : ٥٦ وفي طبعة الأنصاري القمي : ١٠.
(٦) (إنّ) من «ج».
(٧) في «ف» : (إلى أنّ).
(٨) في «أ» : (المعلوم).