وتحقيق قولهم أن نقول : المعدوم إمّا أن يكون ممتنع الثبوت ولا نزاع في كونه نفيا محضا ، وإمّا أن يكون ممكن الثبوت.
فذهب جماعة من المعتزلة كأبي علي (١) وأبي هاشم وأبي يعقوب الشحّام (٢) وأبي الحسين (٣) الخيّاط وأبي القاسم البلخي (٤) وأبي عبد الله البصري (٥) وأبي إسحاق بن عيّاش (٦) وعبد الجبّار (٧) وغيرهم (٨) إلى أنّ
__________________
(١) هو أبو عليّ محمّد بن عبد الوهاب الجبائي ، إمام المعتزلة في زمانه ، ومؤسّس مدرسة البصرة ، وقد كان أبو الحسن الأشعري تلميذا له ثمّ انعزل عنه وجاء بمذهب الأشاعرة ، وله كتاب في الردّ على أهل السنّة ، وله آراء انفرد بها عن المعتزلة ، مات في بغداد سنة ٣٠٣ هجريّة (الأنساب للسمعاني ٣ : ١٨٧ ، العبر في خبر من غبر ٢ : ١٢٥).
(٢) في «ف» : (الشجام) ، وهو يوسف بن عبد الله المعروف بالشحّام من أئمّة المعتزلة ، من أهل البصرة ، وكان إمام المعتزلة في زمانه ، أخذ عن أبي الهذيل العلّاف ، عاش ثمانين سنة وله كتاب في تفسير القرآن ، توفّي سنة ٢٨٠ هجريّة (طبقات المعتزلة : ٧١ ، لسان الميزان ٦ : ٣٢٥).
(٣) في «أ» «ب» «س» : (الحسن). وهو عبد الرحيم بن محمّد بن عثمان الخياط ، شيخ المعتزلة في بغداد ، تنسب إليه فرقة باسم الفرقة الخياطية ، توفّي سنة ٣٠٠ للهجرة.
(٤) هو عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي ، الخراساني أحد أئمّة المعتزلة ، إليه تنسب الطائفة الكعبيّة ، توفي بمدينة بلخ سنة ٣١٩ هجريّة (تاريخ بغداد ٩ : ٣٨٤ ، وفيات الأعيان ١ : ٢٥٢).
(٥) هو الحسين بن عليّ بن إبراهيم الملقّب بالجعل ، من شيوخ المعتزلة ، وكانت ولادته في البصرة ووفاته في بغداد سنة ٣٦٩ هجريّة (الأعلام للزركلي ٢ : ٢٤٤).
(٦) هو إبراهيم بن محمّد بن عيّاش البصري ، تلميذ أبي هاشم ، له كتاب في إمامة الحسن والحسين عليهماالسلام (طبقات المعتزلة : ١٠٧).
(٧) هو عبد الجبّار الهمداني الأسدآبادي ، قاض ، كان شيخ المعتزلة في زمانه ، ولي القضاء بالري ، وكان يلقّب بقاضي القضاة ، مات بالري سنة ٤١٥ هجريّة ، له كتب منها المغني في أبواب التوحيد والعدل ، وشرح الأصول الخمسة. (لسان الميزان ٣ : ٣٨٦ ، تاريخ بغداد ١١ : ١١٣ ، الأعلام ٣ : ٢٧٣).
(٨) مثل أبي رشيد النيسابوري أحد تلامذة القاضي عبد الجبّار الذي قد انتهت إليه رئاسة المعتزلة