المعدومات (١) الممكنة ذوات وأعيان وحقائق ثابتة في العدم ، وليس للفاعل تأثير في جعلها ذواتا ، وإنّما تأثيره (٢) في جعل الذات (٣) موجودة ، واتفقوا على تباين تلك الذوات وإنّها غير متناهية ، ثمّ اتفقوا على أنّ تلك الذوات متساوية في حقائقها وإنّما تتباين (٤) بصفات مميّزة لها وتسمّى تلك الصفات صفات الأجناس (٥).
فذهب الجمهور كأبي علي وأبي هاشم إلى أنّ تلك المعدومات كما أنّها ثابتة بذواتها فهي متمايزة حالة العدم بصفاتها كالجوهريّة للجوهر ، وآخرون منهم قالوا : إنّ تلك الصفات لا تحصل إلّا مع الوجود.
وذهب الفريق الأوّل إلى أنّ الصفات التي للجوهر إمّا أن تكون (٦) عائدة إلى الجملة كالحياة وسائر ما تكون مشروطا بها كالقدرة والعلم ، وإمّا أن تكون عائدة إلى الأفراد وهي أربع صفات :
أحدها : الصفة الحاصلة له حالة الوجود (٧) والعدم ، وهي صفة الجوهريّة التي بها يماثل ما يماثل ويخالف ما يخالف (٨).
__________________
بعد قاضي القضاة ، انتقل إلى الري وتوفي فيها سنة ٤٤٠ هجريّة (طبقات المعتزلة : ١١٦) ، ومثل ابن متّويه الذي لخّص بعض كتب القاضي عبد الجبّار (طبقات المعتزلة : ١١٩).
(١) في «ف» : (المعلومات).
(٢) في «ف» : (ذو تأثيره) بدل من : (ذواتا وإنّما تأثيره).
(٣) في «ج» «ر» «ف» : (الذوات).
(٤) في «ج» «ر» «س» «ف» : (تباين).
(٥) حكاه عنهم الفخر الرازي في المحصّل : ١٥٧ و ١٥٨ ، والخواجة نصير الدين الطوسي في تلخيص المحصل : ٨١ ، والمصنّف في نهاية المرام في علم الكلام ١ : ٥٣.
(٦) (تكون) ليست في «ف».
(٧) في «ف» زيادة : (والصفة).
(٨) (ما يخالف) ليست في «ف».