إشارة عقليّة ولا حسّيّة تخصّصه عن غيره فثبت بهاتين (١) المقدّمتين أنّ كلّ معدوم متميّز.
ويدلّ على ذلك أيضا أنّي (٢) قادر على الحركة يمنة ويسرة وغير قادر على الحركة إلى السماء ، فالحركتان متمايزتان ، وهما معدومتان.
وأيضا فإنّني (٣) اريد اللذّات وأكره الآلام وهما معدومان (٤).
فظهر بهذه الامور أنّ المعدوم متميّز ، وأمّا أنّ كلّ متميّز ثابت فلأنّ كلّ متميّز فهو متحقّق متعيّن في نفسه مغاير لما عداه وإلّا لما كان متميّزا ، ولا نعني بكون المتميّز ثابتا إلّا هذا.
قال :
وبأنّ (٥) ممكن العدم معناه تقرّر ماهيّته مع العدم كالوجود.
أقول :
هذه حجّة ثانية لهم على (٦) أنّ المعدوم ثابت ، وتقريرها : إنّا إذا (٧) وصفنا الممكن الموجود بأنّه ممكن (٨) عدمه كان معناه أنّ ماهيّته ممكن (٩) أن تتصف بالعدم
__________________
(١) في «أ» : (حصلت من هاتين) ، وفي «ب» : (فثبت من هاتين) بدل من : (فثبت بهاتين).
(٢) في «ر» «س» : (إنّني).
(٣) في «ج» «ر» «ف» : (فإنّي).
(٤) انظر المواقف : ٥٥ ، تلخيص المحصّل : ٨٢ ، المباحث المشرقيّة ١ : ٤٧ ، نهاية المرام في علم الكلام ١ : ٥٩.
(٥) في «س» : (وبأنّه).
(٦) (على) لم ترد في «ف».
(٧) (إذا) لم ترد في «ف».
(٨) في «ف» : (يمكن).
(٩) في «ف» : (يمكن).