أقول :
أجاب عن الحجّة الثانية بأنّ (١) في تفسيرهم مغالطة ، فإنّ معنى قولنا : الماهيّة يمكن عدمها أنّه يمكن ارتفاع تلك الماهيّة وعدمها عدما محضا ونفيا صرفا حتّى يخرج عن كونها تلك الماهيّة ، وليس معناه أنّ تلك الماهيّة توصف بالعدم وهي ثابتة ، وكذلك في تفسيرنا (٢) الممكن في طرف الوجود فإنّه لا يصحّ اتصاف الماهيّة بالوجود بشرط (٣) انضمام الوجود إليها ، بل إنّما توصف به من حيث هي هي ، وقولهم (٤) : الإمكان ثابت ممنوع وليس الإمكان نقيضا للامتناع (٥) على أنّه لو كان ثابتا لزم التسلسل. وأيضا إذا اتصفت (٦) الماهيّة المعدومة به اقتضى ذلك خروجها عن الذاتيّة ، وهو عندهم باطل.
قال :
برهان : المعدوم أن ساوى (٧) المنفي أو كان أخصّ ، فكلّ معدوم منفي ، وكلّ منفيّ فليس بثابت ، وإن كان أعمّ لم يكن نفيا فهو ثابت ، وهو مقول على المنفي ، فالمنفيّ ثابت.
أقول :
هذا برهان دالّ على أنّ المعدوم ليس بثابت ، وتقريره أن نقول : المعدوم إمّا أن
__________________
(١) في «س» : (فإنّ).
(٢) في «د» : (تفسير).
(٣) في «د» : (وبشرط).
(٤) في «أ» «ج» : (فقولهم).
(٥) في «ج» «ر» «ف» زيادة : (بل).
(٦) في «أ» : (لم تصف) ، وفي «ف» : (اتّصف).
(٧) في «ف» : (يساوي).