أقول :
هذا المذهب من جملة المذاهب الباطلة ، وهو مذهب النظّام ، فإنّه زعم (١) أنّ الله تعالى لا يقدر على القبيح ، واحتجّ عليه بأنّه لو كان قادرا على القبيح لصحّ منه فعله ، والتالي باطل ، فالمقدّم مثله.
و (٢) بيان الشرطيّة : أنّ معنى القادر هو الذي يصحّ منه الفعل ، فلو لم يصحّ منه القبيح لم يكن قادرا عليه (٣).
وبيان بطلان التالي : أنّ فعله محال ، وكلّ ما فعله محال فإنّه لا يكون صحيحا. أمّا الكبرى فظاهرة ، وأمّا الصغرى فلأنّ فعله مستلزم للمحال فيكون محالا.
بيان الأوّل : أنّ من فعل القبيح فلا يخلو إمّا أن يكون عالما به أو جاهلا ؛ فإن كان عالما به فإمّا أن يكون محتاجا إليه أو لا يكون ، والثاني سفه (٤) ، فإنّ العالم بقبح القبيح الغني عنه لو صدر عنه كان سفيها (٥) ، فإذن فعل القبيح يستلزم أحد محالات ثلاثة ، هي إمّا الجهل أو السفه أو الحاجة ، والثلاثة باطلة في حقّ الله تعالى فيكون فعل القبيح محالا منه.
قال :
جواب : بالنظر إلى الداعي محال وإلى القدرة ممكن.
__________________
(١) في «د» : (يزعم).
(٢) (الواو) لم ترد في «ج» «ر».
(٣) (عليه) لم ترد في «ف».
(٤) في «د» «س» : (سفيه).
(٥) في «ج» : (سفها).