لا يجوز ؛ والأوّل باطل وإلّا لزم انقلاب علمه تعالى جهلا ، والثاني يلزم منه وجوب أن يقع ، والواجب غير مقدور لأنّ المقدور هو الذي للقادر أن لا يفعله ، والواجب ليس للفاعل أن لا يفعله ، وكذلك إذا علم أنّ الشيء لا يقع استحال أن يقع ، والمستحيل غير مقدور ، فلو (١) كان الله تعالى عالما لم يكن قادرا.
وأمّا (٢) بطلان التالي فظاهر بما مرّ (٣) في باب القدرة.
قال :
ولأنّه تعالى ليس بعالم (٤) بالجزئيّات وإلّا لتغيّر حسب تغيّرها.
أقول :
هذه شبهة الفلاسفة ، فإنّهم زعموا أنّ الله (٥) تعالى لا يعلم الجزئيّات (٦) ، والمراد من الجزئيّات هاهنا أنّه لا يعلم أنّ المعلوم هل وقع (٧) أو سيقع أو هو واقع الآن؟ نعم
__________________
(١) في «س» : (فإن).
(٢) في «ج» «ف» زيادة : (بيان).
(٣) (بما مرّ) لم ترد في «س» ، وفي «ج» : (ممّا مرّ) ، وفي «ر» : فما).
(٤) في «ج» «ف» : (غير عالم) بدل من : (ليس بعالم).
(٥) في «أ» «ف» : (أنّه) بدل من (أنّ الله).
(٦) حكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٧ : ٢٤ عن أرسطوطاليس وحكاه الإيجي في شرح المواقف ٣ : ١٠٨ عن جمهور الفلاسفة والرازي في تفسيره ٢ : ١٥٨ ، تفسير البحر المحيط لأبي حيّان ٤ : ١٥٠ ، وحكى في لسان الميزان ٢ : ٢٩٣ أنّه نقل عن ابن سينا أنّه قال : إنّ الله لا يعلم الجزئيّات بعلم جزئي ، بل بعلم كلّي فقطع علماء زمانه ومن بعدهم بكفره وبكفر أبي نصر الفارابي من أجل اعتقاد هذه المسائل.
(٧) في «د» : (يقع).