التغاير فلو كان التغاير إنّما يحصل (١) بكون الذات عالمة ومعلومة الذي لا يحصل إلّا بالعلم لزم الدور.
قال :
وعن الخامس أنّ العلم ليس بحصول صورة وإلّا لكان الذهن حارّا و (٢) اجتمعت الأمثال في علم الواحد بنفسه (٣).
أقول :
هذا جواب الشبهة الخامسة (٤) ، وهو أنّ العلم لا يستدعي حصول صورة (٥) مساوية للمعلوم في العالم وبيانه من وجهين :
الأوّل : إنّه يلزم (٦) أنّ من علم الحرارة أن يحصل في ذهنه صورة مساوية للحرارة فيكون الذهن حارا ، وإنّ (٧) من علم المقادير العظام أن يتقدّر مع (٨) الصغير بالعظيم ، وهو محال.
الثاني : إنّه يلزم من ذلك اجتماع الأمثال عند علم الواحد بنفسه ، وربّما اعتذروا عن ذلك بأنّ العلم هاهنا لا يستدعي حصول الصورة ويلزمهم ما أسلفناه (٩) من الإشكال.
__________________
(١) في «س» : (حصل).
(٢) في «س» : (أو) ، وفي «د» : (وإذا).
(٣) في «أ» «ب» «ف» : (نفسه).
(٤) تقدّمت ص ٢٨٥.
(٥) في «ف» : (ضرورة).
(٦) (يلزم) لم ترد في «د».
(٧) (إنّ) لم ترد في «ر» «س» «ف» ، وفي «د» : (أو) بدل : (إنّ).
(٨) (مع) لم ترد في «ب» «ف».
(٩) في «د» : (أسلف).