والصارف ، وهما نوعان من العلم ، وأبو الحسين أثبت الزيادة عليهما (١) شاهدا لا غائبا ، وجمهور المعتزلة والأشاعرة أثبتوها شاهدا وغائبا.
أقول :
اختلف المسلمون في الإرادة بعد اتّفاقهم على (٢) وصف الله تعالى بكونه مريدا ، فذهب جماعة من المتكلّمين إلى أنّ الإرادة عبارة عن الداعي الذي هو العلم بمصلحة الفعل ، والكراهة عبارة عن الصارف الذي هو العلم بمفسدة الفعل (٣). وذهب أبو الحسين البصري إلى أنّ الإرادة والكراهة هما العلم في حقّ الله (٤) تعالى و (٥) زائدان في حقّنا (٦) ، وجمهور المعتزلة والأشعريّة (٧) أثبتوا الزائد في حقّنا وفي حقّه تعالى (٨).
وذهب النجّار (٩) إلى أنّ معنى الإرادة في حقّه أنّه غير مغلوب ولا مستكره في
__________________
(١) في «س» : (عليها).
(٢) (على) لم ترد في «ف».
(٣) حكاه الخواجة نصير الطوسي في تلخيص المحصّل : ٢٨١ ، مفتاح الباب : ١١٧ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٧١.
(٤) في «س» : (الباري).
(٥) الواو لم ترد في «د».
(٦) حكاه الخواجة نصير الدين في تلخيص المحصّل : ٢٨١ ، أنوار الملكوت : ١٣٧.
(٧) في «س» «د» «ر» «ف» : (والأشاعرة).
(٨) حكاه الخواجة نصير في تلخيص المحصل : ٢٨١ ، أنوار الملكوت : ١٣٧.
(٩) هو الحسين بن محمّد النجّار أحد شيوخ المعتزلة ، وقد تبعته معتزلة الري وإليه نسبت الفرقة النجارية (موسوعة الفرق الإسلاميّة : ٤٩٨).