أفعاله (١) ، وقال الكعبي (٢) : إنّ الإرادة لأفعاله كونه تعالى عالما بها (٣) ، وفي أفعالنا كونه تعالى آمرا بها (٤).
قال :
لأنّ أفعاله مختصّة بأوقات مع جواز غيرها فلا بدّ من مخصّص غير القدرة الموجدة حسب والعلم التابع.
أقول :
هذا دليل على كونه تعالى متّصفا بالإرادة ، وتقريره : أنّ أفعاله مختصّة بأوقات مع جواز وقوعها قبل تلك الأوقات وبعدها ، فلا بدّ من مخصّص ، وذلك المخصّص لا يجوز أن يكون هو القدرة لأنّ القدرة شأنها الإيجاد لا غير ، وهو ممكن في جميع الأوقات ، فلا يصلح (٥) للتخصيص ، وإليه أشار بقوله : «الموجدة حسب» ، ولا يجوز أن يكون هو العلم لأنّ العلم بالوقوع في وقت معيّن تابع للوقوع في ذلك الوقت ، فلا يجوز أن يكون هو العلّة الموجبة للوقوع فيه ، وإليه أشار بقوله : «التابع».
__________________
(١) محصل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٤٣ ، وحكى ذلك المصنّف في مناهج اليقين : ٢٧٦ وفي طبعة الأنصاري القمي : ١٧١.
(٢) هو عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي كان رأس طائفة من المعتزلة يقال لهم الكعبيّة ، وهو صاحب مقالات ، وكان من كبار المتكلّمين توفي سنة ٣١٧ هجريّة (وفيات الأعيان ٢ : ٢٤٨).
(٣) (بها) لم ترد في «ب» «د» «س».
(٤) حكاه عنه الخواجة نصير الدين الطوسي في تلخيص المحصّل : ٢٨١ ، ويظهر ذلك من عبارة كتاب محصل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٤٣ ، وحكاه المصنّف عنه في مناهج اليقين : ٢٧٦ ، وفي طبعة الأنصاري القمي : ١٧١.
(٥) في «ف» : (يصحّ).