ينتجان أنّ الجسم غير الصوت (١) ، وبيّن صغرى القياس الأوّل بأنّا ندرك الطويل العريض العميق ، فهذه المقادير إمّا أن تكون نفس الجسم أو حالّة فيه ؛ والأوّل هو المطلوب ، والثاني باطل لأنّ الجسم مركّب من الجواهر الأفراد (٢) على ما يأتي ، فالطول إن حلّ في الجوهر الفرد لزم انقسامه وهو باطل ، وإن حلّ في جوهرين وأزيد لزم أن يكون العرض الواحد حالّا في محالّ متعدّدة ، وهو محال وإلّا لجاز أن يكون الجسم الواحد (٣) حالّا في مكانين.
وهذا عندي ضعيف : أمّا أوّلا : فلأنّا نمنع تأليف الجسم من الجواهر الأفراد.
وأمّا ثانيا : فلأنّا لا نسلّم أنّ حلول العرض في المركّب يستلزم حلوله في أفراده.
وأمّا ثالثا : فلأنّا نقول : لم لا يجوز قيام مثل هذا العرض بالجواهر المتعدّدة ، ويكون كلّ واحد من أفراد تلك الجواهر (٤) محلّا لبعض أجزاء هذا العرض ، ويكون هذا العرض منقسما؟!
وأمّا رابعا : فلأنّا نقول : لو كان الطول نفس الجوهر لزم الانقسام ، بل هو نفس (٥) تأليف (٦) الجواهر في سمت مخصوص ، والتأليف عرض فيكون المرئي هو العرض.
__________________
(١) في «ب» «د» «س» : (الصوت غير جسم) بدل من : (الجسم غير الصوت).
(٢) الجوهر الفرد : هو الجسم المتحيّز الذي لا يقبل الانقسام (قواعد المرام في علم الكلام : ٤١ ، تلخيص المحصل : ١٤٢).
(٣) (الواحد) ليست في «ف».
(٤) في «أ» : (الجوهر).
(٥) (نفس) لم ترد في «س».
(٦) (تأليف) ليست في «ف».