المقارن للتعظيم والإجلال (١) ويدعون العلم الضروريّ بأنّ الابتداء بمثل هذا قبيح.
قال :
سؤال : الغرض إن كان قديما لزم القدم ، وإن كان حادثا تسلسل.
جواب :
الأغراض تنقطع ، سؤال : الغرض بالنسبة إليه سواء وإلّا افتقر. جواب : نفع الغير يعلم قطعا صلوحه للغرضيّة.
أقول :
هذان سؤالان للأشاعرة ، وتقريرهما أن نقول : الغرض إمّا أن يكون قديما أو محدثا ، والأوّل باطل ، وإلّا لزم أن تكون (٢) أفعال الله تعالى قديمة ، وهو محال ، والثاني باطل ، لأنّ كلّ محدث لا بدّ فيه من غرض وإلّا كان عبثا ويتسلسل (٣).
والجواب عن هذا أن نقول : التسلسل ممنوع ، فإنّ الغرض (٤) هو عبارة عن الأمر الذي لأجله فعل الفعل وجاز أن يكون بعض الأشياء تفعل لذواتها.
الثاني : قالوا : الغرض بالنسبة إليه على السويّة ، وإلّا لكان الله تعالى ناقصا مستكملا بذلك الغرض ، وإذا كان فعله وتركه بالسويّة لم يكن غرضا (٥).
والجواب أن نقول : لا نسلّم أنّه لمّا استوى وجوده وعدمه بالنسبة إليه لم يكن
__________________
(١) في «د» : (والتبجيل).
(٢) (أن تكون) ليست في «ف».
(٣) انظر التفسير الكبير للفخر الرازي ١٧ : ١١ وحكاه عنهم المصنّف في نهج الحق وكشف الصدق : ٨٩.
(٤) من قوله : (إلّا كان) إلى هنا سقط من «ف».
(٥) انظر التفسير الكبير للفخر الرازي ١٧ : ١١ ، وحكاه عنهم المصنّف في نهج الحق وكشف الصدق : ٨٩.