قال :
وأخبار الغيب نمنع تواتر آياتها (١) ، سلّمنا لكن المنجّمين يخبرون بالغيب والمعجزات ما بلغت مجموعها (٢) تواترا.
أقول :
هذا اعتراض على الوجهين الآخرين الدالّين على أنّه أتى بالمعجز : أمّا على الوجه الأوّل فلم قلتم : إنّه أخبر بالغيب وما يذكرونه من الآيات فلم قلتم : إنّه من القرآن ونحن نمنع أن تكون متواترة (٣) كما في آيات التحدّي.
سلّمنا أنّه أخبر بالغيب لكن لا يدلّ على الإعجاز ، فإنّ العادة جارية بذلك كما في حقّ المنجّمين.
وأمّا على الوجه الثاني فلأنّ (٤) مجموعها ما بلغت تواترا ولا آحادها فلا تفيد العلم.
قال :
سلّمنا ، لكن تجويز المعجز يدلّ على السفسطة لجواز انقلاب البحر ذهبا لنبيّ.
أقول :
هذه معارضة دالّة على أن لا معجز هناك ، وهي ظاهرة.
قال :
سلّمنا ، لكن نمنع أنّه (٥) فعل الله تعالى لجواز اختصاصه بمزاج أو نفس أو غذاء
__________________
(١) في «ب» : (تواترها) بدل من : (تواتر آياتها).
(٢) في «ف» : (مجموعا).
(٣) في «ج» «ر» : (متواترا) ، وفي «ف» : (متواترا كما هو).
(٤) في «ف» : (فلا).
(٥) في «ب» زيادة : (من).