أحدها : انقطاع عذر المكلّف في ترك الطاعة كما قال تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (١). قالوا : وتلك الحجّة أن يقول العبد : إنّ الله تعالى لو خلقني لعبادته لأرسل إليّ من يعرّفني كيفيّة العبادة ، أو أنّ العبد يقول : إنّ الله خلق (٢) فيّ الشهوة والميل الطبيعي والشهوة (٣) والغفلة ، فهلّا أرسل (٤) رسولا يذكّرني حين (٥) الغفلة ويتوعّدني حال (٦) الفعل للقبيح ، أو (٧) أن يقول : علمت أنّ الإيمان حسن والكفر قبيح ، ولم أعلم استحقاق الثواب الدائم على الأوّل والعقاب الدائم على الآخر (٨).
وثانيها : أنّ الإنسان لا يمكن أن يعيش إلّا مع مشاركة (٩) من بني نوعه واجتماع ، وهو مظنّة التنازع (١٠) والفساد ، فلا بدّ من زاجر ، والعلم بالقبيح (١١) غير كاف لاستسهال أكثر الناس صدور القبيح عنهم ، فلا بدّ من الرسول المنذر بوقوع العذاب (١٢) الزاجر عن وقوع الفساد.
__________________
(١) النساء : ١٦٥.
(٢) (خلق) ليس في «ف».
(٣) (والشهوة) ليس في «ف».
(٤) في «ب» زيادة : (إليّ).
(٥) في «أ» : (لأتذكر في حال) ، وفي «ف» : (يذكر في حين) بدل من : (يذكّرني حين).
(٦) في «ب» : (وقت).
(٧) في «ف» : (و).
(٨) في «د» «س» : (الأخير).
(٩) في «ج» «ر» «ف» : (مشارك).
(١٠) في «ج» : (النزاع).
(١١) في «ف» : (بالقبح).
(١٢) في «ب» «ر» «ف» : (العقاب).