جوابه : الإرهاص فاسد ، لأنّه إنّما يخصّ به ذلك النبيّ على أنّه سيجيء لا غيره. وأمّا الثاني فممنوع ، لأنّ الدعوى مع المعجز مخصّص بالنبيّ.
أقول : اختلف الناس في جواز إظهار المعجز على غير نبيّ على مذهبين ، وتفصيلهما أن نقول : ذهب أبو هاشم وأبو علي (١) وأتباعهما إلى المنع من إظهار المعجز على يد الصالحين ، وعلى من سيبعث إرهاصا لنبوّته ، وعلى الكذّاب على العكس (٢) ، وحكي عن ابن الإخشيد (٣) جواز جميع ذلك من جهة العقل (٤). وجوّز أبو الحسين إظهار المعجز على يد الصالحين (٥) (٦) ، ومنع البصريّون من الإرهاص ، ومنع قاضي (٧) القضاة من ظهور المعجز على العكس ممّا (٨) سأله الكاذب نحو ما روي أنّ مسيلمة قيل له : إنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله دعا لأعور فردّ الله عينه ، فافعل أنت
__________________
(١) في «ج» «ر» «ف» : (أبو علي وأبو هاشم).
(٢) حكاه الشيخ المفيد في أوائل المقالات : ٦٩ عن المعتزلة.
(٣) في «ج» : (الأخشد). وقد اختلف العلماء في تسميته بين ابن الأخشاد وابن الأخشاد وابن الأخشياد وهو أبو بكر أحمد بن عليّ ، وهو من رؤساء المعتزلة وزهّادهم. توفي سنة ٣٢٦ هجريّة وله ستّ وخمسون سنة ، وللشيخ المفيد كتاب في الردّ عليه في الإمامة. الوافي بالوفيات ٧ : ٢١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٥ : ٢١٧ ، لسان الميزان ١ : ٢٣١ ، أوائل المقالات : ٦٩.
(٤) حكاه الشيخ المفيد في أوائل المقالات : ٦٩.
(٥) من قوله : (وعلى من سيبعث) إلى هنا لم يرد في «أ».
(٦) حكاه الشيخ المفيد في أوائل المقالات : ١٧٦ ونقله عنه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٢٧ : ٣١.
(٧) (قاضي) لم ترد في «ف».
(٨) في «د» : (فيما) ، وفي «ج» : (فما).