مثله ، فدعا له فذهبت عينه الصحيحة (١).
إذا عرفت ذلك (٢) فنقول : احتجّ المجوّزون لظهور (٣) الكرامات بقصّة مريم عليهاالسلام (٤).
لا يقال : يجوز أن يكون ذلك إرهاصا لعيسى عليهالسلام ، وأيضا لو جوّزنا ظهور الكرامات لا نسدّ إثبات (٥) النبوّة ، لجواز أن يكون الذي ظهرت (٦) على يده (٧) صالحا غير نبي.
لأنّا نقول : أمّا الأوّل فضعيف ، لأنّ الإرهاص إنّما يختصّ بالنبيّ الذي سيظهر لا بغيره ، والكرامة إنّما حصلت لمريم عليهاالسلام.
وأمّا الثاني فكذلك لأنّ الدعوى مع المعجز مختصّ (٨) بالنبيّ.
وقد يحتجّ المانع بأنّه يلزم خروج المعجزة عن كونها معجزة لكثرتها.
والجواب : أنّ الشرط عدم الكثرة كما في جانب إظهار المعجزة على يد نبيّ آخر.
واحتجّ القاضي على مذهبه بأنّ نفي المعجز يكفي في تكذيبه ، فإظهار المعجز عليه لتكذيبه عبث (٩).
__________________
(١) انظر شرح التجريد (تحقيق الزنجاني) : ٣٨٠ ، وفي تحقيق الآملي : ٤٧٨ ، وفي تحقيق السبحاني : ١٦٦.
(٢) في «د» «س» : (هذا).
(٣) في «د» : (بظهور).
(٤) تفسير مجمع البيان ٦ : ٤١ ، تفسير ابن كثير ٣ : ١٢٠ و ٢٠٣.
(٥) في «ج» «ر» «ف» : (باب).
(٦) في «ب» : (ظهر).
(٧) في «ج» «ف» : (عليه) بدل من : (على يده).
(٨) في «ج» «ر» «ف» : (تختصّ).
(٩) المغني في أبواب التوحيد والعدل (النبوات والمعجزات) : ٢٣٧.