الملوك ، وعن الثاني بأنّ خوف النائب من عزل الإمام لطف له (١) ، فيمنعه ذلك من الإقدام على المعصية.
لا يقال : لو كفى خوف الأمير من عزل الإمام له في اللطف لكفى خوف الإمام من عقاب الآخرة في اللطف ، فاستغنى عن (٢) الإمام المعصوم.
لأنّا نقول : لو كان خوف العقاب لطفا للإمام لكان لطفا لغيره من المكلّفين لاشتراكهم فيه ، ولو كان كافيا للإمام لكان كافيا لغيره ، ولمّا لم يكن كذلك ، بل الفساد ظاهر عند عدم السلطان علمنا أنّه غير كاف.
وأيضا الفرق (٣) بين خوف الأمير من العزل وخوف الإمام من العقاب أنّ الناس أرغب في ثواب الدنيا وأخوف من عقابها بالنسبة إلى ثواب الآخرة وعقابها لاستحقارهم البعيد عند حضور الآخر.
قال : ولأنّ الإمام حافظ للشرع فيكون معصوما ، بيانه : أنّ الحافظ لا يكون هو القرآن بالإجماع ، ولعدم إحاطته بجميع الشرعيّات والسنّة كذلك ، ولأنّها (٤) متناهية بخلاف الحوادث ، ولا (٥) الإجماع لأنّ عصمة كلّ الامّة غير ثابت بالعقل كإجماع النصارى ، بل بالسمع ، وهو يتطرّق إليه النسخ والتخصيص ، فلا بدّ أن
__________________
(١) (له) ليست في «ف».
(٢) في «ف» : (من).
(٣) في «ف» : (القرى).
(٤) في «د» «ر» زيادة : (غير).
(٥) (لا) ليست في «ف».