منزلة النبوّة ، والواحد بالشخص يستحيل (١) استثناء شيء منه ، وأمّا الثاني فلأنّ الناس قائلان : منهم من يقول : إنّ المراد من هذه المنزلة الواحدة ، وهو كونه خليفته في حياته ، كما كان هارون من موسى ، ومنهم من يقول : إنّ المراد بها (٢) كلّ المنازل ، فلو قلنا : إنّ المراد ليس منزلة واحدة ولا جميع المنازل لزم خرق الإجماع.
الثالثة : أنّ هارون لو (٣) عاش بعد موسى لكان خليفته ، ويدلّ عليه أنّ هارون كان خليفة موسى في حياته إجماعا ، ويدلّ عليه (٤) قوله : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٥) فلو لم يكن خليفة بعد موته لكان معزولا عن هذه المرتبة ، وهو غير لائق بمنصب النبوّة ، وأيضا فإنّ هارون كان شريك موسى في الرسالة ، فلو عاش بعده لكان مفترض الطاعة.
إذا تقرّر هذا فنقول : ثبت (٦) لعليّ عليهالسلام منزلة من النبي صلىاللهعليهوآله لجميع منازل هارون من موسى ، وقد ثبت لهارون استحقاق الخلافة بعد وفاة موسى لو عاش ، فيكون عليّ عليهالسلام كذلك ، والأخبار المتواترة كثيرة في هذا المعنى قد (٧) طوّل فيها أصحابنا كالسيّد المرتضى والشيخ أبي جعفر وغيرهما ، ونحن قد (٨) أعرضنا هاهنا عنها (٩)
__________________
(١) (يستحيل) لم ترد في «ف».
(٢) (بها) لم ترد في «ر» «ف».
(٣) في «ف» : (ولو).
(٤) في «ج» «ر» «ف» : (عليها).
(٥) الأعراف : ١٤٢.
(٦) في «ج» «ر» «س» «ف» : (يثبت).
(٧) في «د» : (وقد).
(٨) (قد) لم ترد في «ب» «س».
(٩) في «ب» : (عنها هاهنا) بتقديم وتأخير.